دخل فريق المغرب التطواني مرحلة فراغ بعد تعرضه لهزيمتين متتاليتين على التوالي أمام فريقي النادي القنيطري والمغرب الفاسي في مباراتين لم يسجل خلالهما أي هدف، مما أدخل الشك لدى أنصاره لاسيما مع اقتراب موعد كأس العالم للأندية ببلادنا، حيث سيمثل كرة القدم الوطنية وطموحه تكرار إنجاز الرجاء البيضاوي في النسخة الماضية بوصوله إلى المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ الألماني. وللوقوف على أسباب ومسببات أزمة النتائج التي يمر منها فريق المغرب التطواني يجب أولا معرفة لماذا اشتغلت منظومة اللعب لفريق الماط سابقا لكي نفهم لماذا تعطلت الآن؟ فهناك جزيئات صغيرة أثرت بشكل ملموس على المردود التقني لفريق المغرب التطواني هذا الموسم،انطلقت خلال التجمع التدريبي الذي خاضه النادي قبل بداية البطولة الإحترافية بمنطقة أراغون،وشابته عدة نقائص على مستوى الإعداد البدني بسبب الإستعانة بمعد بدني إسباني أظهر محدوديته وتم التخلي عنه وهو ما نبهنا إليه في حينه، ثم إصابة الثوابث الرئيسية لخط الوسط كلاعب الإرتكاز أحمد جحوح ومتوسط الميدان نصير الميموني وأيضا زيد كروش، الأمر الذي اضطر معه عزيزالعامري مدرب «الماط» إلى الإعتماد على لاعبين جدد، ككرادة وحدوير ورفيق عبد الصمد اللذين يحتاجون لمزيد من الوقت للإندماج في منظومة اللعب التي ترتكز على الإستحواذ على الكرة وضبط إيقاع اللعب، فالكرة هي التي يجب أن تعدو بسرعة وليس بدرجة كبيرة سيقان اللاعبين في إطار احترام للمراكز على رقعة الميدان. وطبيعي أن ينتج عن هذه التغييرات وعدم استيعاب منظومة اللعب بشكل واضح عدة أخطاء ارتكبها لاعبو فريق المغرب التطواني الجدد، حيث تعددت التمريرات الخاطئة كما تراجعت نسبة التحكم في الكرة بسبب عدم إجادة هؤلاء اللاعبين خصوصا في خط وسط الميدان اللعب في مكان محدد وهو ما ينبغي تداركه سريعا. كما أن الظهيرالأيمن(زريوح أوبوشتة) والظهيرالأيسر(أنس لمرابط) تراجع مستواهما بشكل ملحوظ ولم يقدما الإضافة خصوصا في الشق الهجومي أمام أندية تعمد إلى تحصين الدفاع وتضييق المساحات والإعتماد على الهجمات المضادة. ويبقى المدافع الأوسط السنغالي مرتضى فال نقطة الضوء الوحيدة لتأقلمه سريعا مع أسلوب اللعب لا سيما أنه سبق له أن حمل قميص المغرب التطواني وتوج معه بلقب البطولة الإحترافية. أما بخصوص خط الهجوم، فقد شهد بدوره تغييرا جزئيا بالتحول من اللعب بمهاجم غير صريح (زيد كروش) إلى الإعتماد على مهاجم صريح (محسن ياجورأوفوزي عبد الغني) وهما لاعبان يجيدان اللعب عبرالمساحات لكن ينقصهما الضغط على المنافس للتضييق عليه عند إخراج الكرة من الوراء وبالتالي استرجاع الكرة بشكل سريع، في حين تم الإحتفاظ بزهير نعيم كجناح أيسر وعبد المولى الهردومي كجناح أيمن. نقطة أخرى ينبغي الإشارة إليها، تتجلى في عدم توصل اللاعبين ببعض مستحقاتهم المالية العالقة منذ الموسم الماضي مما ينعكس بشكل سلبي على معنويات وحماس اللاعبين، وهذا المشكل المادي يقض مضجع مسؤولي فريق المغرب التطواني بسبب ارتفاع كتلة الأجور والمنح وقلة الموارد المالية، مما يستدعي من أصحاب الحل والعقد بفريق «الماط» إيجاد التوازن على مستوى الميزانية في أفق انتعاشة قريبة لمداخيل النادي خلال كأس العالم للأندية ببلادنا.