قال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر اعمارة، أول أمس الاثنين بالرشيدية، إن القطاع المعدني بالمغرب، والذي يضطلع بدور هام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يساهم بنسبة 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأوضح اعمارة، في كلمة خلال لقاء تواصلي عقده مع الصناع المنجميين التقليديين بمنطقة تافيلالت، أن هذا القطاع يساهم أيضا بنسبة 30 في المائة من قيمة الصادرات الوطنية، كما أن عدد مناصب الشغل بالقطاع تصل إلى 40 ألف منصب، مشيرا إلى أن المغرب وبفضل تركيبته الجيولوجية المتنوعة وتوفره على مواد معدنية مختلفة والخبرة التي راكمها، بوأته مكانة مشرفة على الصعيد العالمي في مجال استخراج وتثمين المواد المعدنية. وأبرز الوزير، في هذا الإطار، أن الإنتاج الإجمالي الوطني من الفوسفاط انتقل من 5 ملايين طن من الخام في بداية الخمسينيات إلى أزيد من 26 مليون طن سنة 2013، مؤكدا أن الإنتاج في مجال الصناعة التحويلية للفوسفاط بلغ برسم نفس السنة ما مجموعه 4.4 ملايين طن من الحامض الفوسفوري و4.7 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاطية. وفي إطار الاستراتيجية التسويقية الجديدة، يضيف الوزير، فإن المغرب يسعى إلى رفع حصته في السوق العالمية إلى 40 في المائة فيما يخص مختلف المواد المنتجة من الفوسفاط الخام والحامض الفوسفوري والأسمدة، مع تعزيز تموقعه على مستوى القارة الإفريقية من خلال الرفع من حجم صادرات الأسمدة التي تضاعفت بحوالي 10 مرات ما بين 2006 ( 50 ألف طن) و2013 ( أزيد من 400 ألف طن). وقد بلغ إنتاج المواد المعدنية الأخرى من رصاص وزنك ونحاس وفضة وبارتين وفليورين وكوبالت، بالإضافة إلى الصخور الصناعية ما مجموعه 2.4 مليون طن سنة 2013، أما على مستوى التحويل، فان هناك وحدات صناعية لإنتاج سبائك الرصاص والفضة وأوكسيد الزنك وقضبان الكوبالت، حيث بلغ الإنتاج الكلي من المواد المحولة 12 ألفا و750 طنا. يشار إلى أن هذا اللقاء التواصلي عرف تقديم الخطوط العريضة لمشروع إعادة هيكلة النظام المنجمي التقليدي التي تهدف إلى فسح المجال أمام المستثمرين مع الحفاظ على الحقوق المكتسبة للصناع المنجميين، لاستدراك الخصاص الذي تعاني منه المنطقة المنجمية التقليدية لتافيلالت وفكيك، فيما يتعلق ببرامج البحث والتنمية المعدنية التي تتطلب وسائل تقنية وعلمية متقدمة، وكذا موارد مالية ضخمة تفوق طاقة الصناع المنجميين التقليديين.