محمد الأرضي تشير الإحصائيات الرسمية اليوم إلى ارتفاع مهول في نسب الطلاق المسجلة بالمغرب، فقد بلغت خلال سنة2011 56 ألفا و198 حالة لأسباب اقتصادية واجتماعية أو أسرية، خاصة في ظل استقالة بعض المؤسسات الاجتماعية مثل المسجد أو شيخ القبيلة في القرى، فقد كان دورها ناجحا في بعض القضايا الزوجية عن طريق الوساطة وإصلاح ذات البين، قبل أن تصل الأمور إلى المحاكم. وفي ظل تزايد المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الثورة العلمية والتكنولوجية وتعقد الحاجيات اليومية وتأثيرات العولمة الثقافية والاجتماعية على نمط العيش وما يفرزه ذلك من مشاكل أسرية قد تعصف في بعض الأحيان بالاستقرار الزوجي وتصدع الأسرة بالطلاق، وتصبح بالتالي المرأة في وضع نفسي مهتز، لذلك أشدد على دور وتدخل المساعدين الاجتماعيين والمتخصصين النفسانيين إلى جانب أدوار الوساطة الاجتماعية التي يتعين أن تضطلع بها مؤسسات هامة، مثل المسجد أو وعاظ وعلماء المجالس العلمية. فالمرأة المطلقة تجد صعوبة كبيرة في التكيف الاجتماعي وتكرار تجربة الزواج من جديد، فيصبح الغضب والتوتر العاطفة التي تسيطر عليها وتركز اهتمامها على الأبناء فتلملم جراحاتها لتبدأ مرحلة البحث عن قوتها الداخلية والتفكير في المستقبل ومواجهة الحياة وكلام الناس الجارح في بعض الأحيان، فكيف نعيد الثقة في نفسها ؟ وتحضرني هنا العديد من القصص عن المطلقات، حيث يفقدن الثقة في أنفسهن والمجتمع كذلك، ويؤكد خبراء علم النفس أن 60 من النساء يشعرن بعقدة الذنب من الطلاق. فكيف تسترجع المرأة المطلقة الثقة في نفسها ومحيطها؟ -سارعي سيدتي لاستشارة المتخصصين في مجال الإرشاد النفسي والاجتماعي في العلاقات الأسرية. -تحدثي عن مشكلتك مع أحد أقاربك وصديقاتك وهذا طبعا سيخفف العبء النفسي، وستشعرين أن هناك من يساندك ويدعمك. -أحذري الصمت فالحديث عن مشكلتك نصف الحل -حاولي التعرف على الجوانب السلبية التي أدت إلى الطلاق، فهذا يخفف من معاناتك الداخلية، واعلمي أن جهل الأمور على حقيقتها يعقد نفسيتك، بحيث لا تعرفين من أين تبدئين؛ لكي تتخلصي من المعاناة. -شاركي في البرامج والمنتديات النسائية لأن ذلك سيمكنك من استعادة الثقة بنفسك. -الطلاق ليس نهاية للحياة، بل منعرج ربما يمكن أن يصبح نقطة انطلاق لحياة أكثر استقرارا وسعادة. -أجلسي ساعة مع القرآن، لتستعيدي راحتك النفسية.