فجر النقاش حول مشروع قانون مراجعة اللوائح الانتخابية العامة تلاسنا حادا بين نواب من المعارضة ومحمد حصاد وزير الداخلية بعد إثارة قضية التشكيك في الانتخابات، واستعراض ما عرفه المغرب من عمليات تزوير في عدد من الاستحقاقات. ورغم التوافق داخل لجنة الداخلية والبنيات الأساسية على مناقشة كل من المقترح والمشروع اللذين جاءت بهما كل من الوزارة والمعارضة بعد تحفظ هذه الأخيرة على عدم احترام النظام الداخلي، وعدم احترام الترتيب الزمني في التعاطي مع المقترحات، فإن الجلسة التي عقدت أول أمس شهدت توترا شديدا بعد أن تدخل النائب البرلماني عادل بنحمزة قائلا: «ما عرفانش علاش كاين الخوف من اعتماد البطاقة الوطنية في التصويت، واعتماد قاعدة البيات الموجودة لدى الأمن الوطني.. يلا كانت الناس مازال كتشكك في الانتخابات». وأكد بنحمزة على أهمية إحداث الهيئة الوطنية المستقلة للإشراف على الانتخابات، مضيفا بأن تاريخ الانتخابات في المغرب معروف بالتزوير وخطف الصناديق وتدخل الإدارة. وقال النائب الاستقلالي إن الإشكال الأساسي في المغرب هو تزوير الانتخابات التي أشرفت عليها وزارة الداخلية منذ الستينيات إلى غاية سنة 2011، وهو ما يعد دليلا على فشلها في ذلك. ونبه إلى أن الأمر لا يرتبط بالقانون والإدارة المركزية، بل أيضا بوقائع، وبقلاع للفساد بتواطؤ بين بعض المنتخبين وبعض المسؤولين، مشيرا إلى وجود ولاة وعمال حولوا مناطق نفوذهم إلى محميات، وأن وزارة الداخلية لا تقوم بضبط كل ما يحدث هناك على المستوى المركزي. وعاد بنحمزة إلى ما ورد في خطابين للملك الراحل الحسن الثاني، وقال أمام أعضاء اللجنة إن الحسن الثاني سبق أن قال: «حرمت على نفسي وعلى الإدارة التدخل في الانتخابات، وسأنزل بثقلي لكي لا يتم تزوير الانتخابات». وأضاف بنحمزة بأنه رغم ذلك، فالجميع يعلم بأن الانتخابات تم تزويرها. ومباشرة بعد انتهاء تدخله عقب عليه وزير الداخلية بلهجة تقريع قائلا: «هاد الشي كذوب» و«حشومة نكولو هاد الهدرة»، مضيفا بأن التزوير«ماكاينش ومخصناش نجبدو الأموات». وهو ما أثار حفيظة بنحمزة الذي احتج على كلمة «حشومة»، ليواصل نشر تاريخ وزارة الداخلية ومصالحها في تدبير الانتخابات، وقال مخاطبا حصاد: «أنت كنت واليا وتعرف كيف تسير الأمور، ونحن طعنا في الانتخابات التي أشرفت عليها في طنجة، وفي الانتخابات الجزئية كنت وزيرا للداخلية والحزب الحاكم فشل فيها وطعن في نزاهتها». وتوحدت المعارضة بعد ذلك في انتقاد وزير الداخلية بعد أن دخلت على الخط النائبة حسناء أبو زيد، التي انتقدت بشدة ما ورد في تعقيب حصاد من تكذيب لحدوث عمليات تلاعب في الانتخابات، وقالت إن التزوير موجود، وتقارير هيئة الإنصاف شاهدة على ذلك، ووصفت كلمة «حشومة» بأنها لا تليق.