كشف المدير الجهوي للصحة بجهة سوس ماسة درعة أن وزارة الصحة تجري اتصالات مكثفة مع المجلس العلمي الأعلى، بهدف استصدار فتوى تسمح بدفن موتى "إيبولا" من المسلمين دون غسلهم وفق ما تنص عليه الشريعة الإسلامية. وقال المدير، في لقاء تواصلي حول داء إيبولا بمقر عمالة تيزنيت، إن "مسألة غسل الأموات، تطرح إشكالية على اعتبار أن مريض إيبولا يعدي المحيطين به حتى عند بعد وفاته، فالتعامل مع هذه الجثث خطير ويستدعي اتخاذ مزيد من الاحتياطات"، كما دعا المسؤول الجهوي أجهزة السلطة والأمن بمختلف تلاوينهم إلى ضرورة إخبار الجهات الصحية التابعة لها، بأي جثة مشكوك فيها يتم اكتشافها، وذلك من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتأكد من خلوها من داء إيبولا، مركزا على المهاجرين غير الشرعيين الذين قد يفارقوا الحياة بحكم التعب الذي يلازمهم طيلة السفر. وفي كلمته بالمناسبة، أوضح سمير اليزيدي، عامل إقليمتيزنيت، أن اللقاء يندرج في إطار التحسيس بفيروس ايبولا والتعريف به، بهدف استجلاء طرق انتشار الوباء، مضيفا أنه "في المغرب لم تسجل أي حالة من الفيروس نظرا للجهود التقنية التي تقوم بها مختلف الأجهزة المختصة"، داعيا في كلمته إلى "وضع آليات للحذر والتكفل بالحالات المشتبه بها، مع ضرورة التنسيق مع كافة المتدخلين"، وبحكم الموقع الجغرافي للإقليم وما يشهده من حركية للموارد البشرية، فإن التوعية بأعراض الفيروس والتنسيق المحكم بين كافة المتدخلين يبقى السبيل الأنجع – حسب عامل الإقليم – لإنجاح المخطط الصحي الجهوي في هذا الصدد. من جهته، أكد المدير الجهوي للصحة، بأن مرض "إيبولا" قليل جداً لكنه خطير، مضيفا في عرضه أمام عدد من مسؤولي السلطة والمندوبين وممثلي الجماعات المحلية، أن "الناس يعتريهم الخوف من هذا المرض، في الوقت الذي لا يستدعي الأمر ذلك، على اعتبار أن وزارة الصحة تقوم بجميع الإجراءات الاحترازية الكفيلة بضمان نجاعة التدخل في أي لحظة". وبخصوص الحالة الوبائية والخطر المحدق بالمغرب وإقليمتيزنيت على وجه الخصوص، أكد المدير الجهوي على "أننا يجب أن نكون مستعدين لمواجهة أي حالة قد تظهر بالإقليم باعتباره إقليم عبور"، مضيفا أن "المشكل في جهة سوس ماسة درعة، يكمن في الميناء، وفي منطقة الكركرات التي تشهد حركة للشاحنات الناقلة للسلع، ورغم ذلك فقد تم اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية لمعالجة الموقف، أما بالنسبة للمسافرين عبر الطائرات القادمة من دول غينيا وسيراليون ونيجيريا وليبيريا، فإن مواطني هذه الدول تتم مراقبتهم قبل وفور دخولهم للمغرب لمدة 21 يوما، وإلى حدود الساعة فإن 2500 سائح دخلوا المغرب من هذه الدول منذ مارس الماضي لم يظهر عليهم أي أثر للمرض.