محمد بنقرو مازالت التحقيقات مستمرة في قضية العثور على حقيبة تضم ثلاثة مسدسات محشوة بالرصاص يوم الخميس الماضي بمطرح النفايات النزالة الرداية بمكناس، من طرف شخص يشتغل في التنقيب وسط النفايات. وأفادت مصادر «المساء» بأن فرق الأمن المختصة لا تزال تقوم بتحريات دقيقة ومتشعبة في ما يتصل بملف القضية، حيث تم وضع كل السيناريوهات لتحديد هوية المتورط أو المتورطين المفترضين في هذه القضية المثيرة التي لم تعرف المدينة مثلها من قبل . وتشارك في عمليات البحث والتحري فرق خاصة تابعة لولاية أمن مكناس وأخرى تابعة للديستي وأجهزة استعلاماتية واستخباراتية أخرى. وذلك بتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية المحافظة على التراب الوطني ووزارة الداخلية . وأضافت المصادر نفسها بأن اجتماعا طارئا وموسعا تم عقده زوال يوم الخميس الماضي بمقر ولاية الجهة ضم كبار المسؤولين من الأمن والدرك وأجهزة أخرى استخباراتية واستعلاماتية بالجهة تحت إشراف والي جهة مكناس تافيلالت، للتنسيق والبحث في موضوع حقيبة المسدسات الثلاثة التي تم العثور عليها محشوة بالرصاص في مطرح النفايات. وقد تكون التحقيقات والتحريات التي تباشرها مختلف الأجهزة الأمنية وغيرها قد وضعت نصب أعينها فرضية التخلص من هذه المسدسات من طرف أصحابها، الذين يفترض أن تكون لهم علاقة بشبكة منظمة لترويج المخدرات على الصعيد الدولي، لأسباب مجهولة وغير معروفة، مما يفتح المجال لطرح العديد من التساؤلات المحيرة والمستفزة يصعب في الوقت الحالي معرفة الجواب عنها في غياب خيط رفيع يوصل المحققين إلى تحديد ومعرفة الهوية الحقيقية للجهة التي كانت وراء هذه العملية. من جهة أخرى، وكخطوة أولى، تمت إحالة هذه المسدسات المحجوزة على المختبر لإجراء فحوصات دقيقة عليها قد تساعد نتيجتها في التقدم في عمليات البحث والتقصي من طرف المحققين . وارتباطا بعملية البحث والتقصي، سحبت المصالح الأمنية، صباح الجمعة الماضي، رخص السياقة من مجموعة من سائقي شاحنات نقل النفايات التابعة للشركة الفرنسية «بيزورنو» المكلفة بجمع النفايات في منطقة المنزه التي يوجد فيها حي «بليزانس»، الذي كشفت المعطيات الأولية أنه مصدر المسدسات الثلاثة التي تم العثور عليها، وتسعى المصالح الأمنية إلى جمع المعطيات الشخصية حول كل سائق إلى جانب تحديد مكان اشتغاله، في انتظار استغلال هذه المعطيات لوضع خريطة تسهل عملية البحث والتحقيق على العناصر الأمنية في هذه القضية، وفي قضايا أخرى محتملة قد تكون لها علاقة بكل ما يعثر عليه من أشياء تستدعي التحري والبحث مستقبلا، والتي يكون مصدرها حاويات الأزبال. يذكر أن المعطيات الأولية التي توصلت إليها المصالح الأمنية بخصوص هذه المسدسات تبين أنها من صنع إيطالي وقطعة منها تحمل كاتما للصوت. وبخصوص نوعها، فقد تبين أن قطعة منها من نوع «بريطا» عيار 9 مم. فيما القطعتان الأخريان من عيار 7،65 مم هي نوع المسدسات التي توجد محليا لدى بعض المصالح التابعة للدرك الملكي والقوات المسلحة. وقد خلفت هاته القضية ردود فعل وتساؤلات مثيرة في الشارع المكناسي خصوصا، والشارع المغربي عموما، حيث لا تجد إلا الحديث عن هاته الواقعة بين شخصين أو أكثر في الشارع والبيت وحتى داخل سيارة الأجرة. مصادر أخرى ربطت مصادر هذه المسدسات بشخص أو أشخاص محتملين من أصول مغربية ويتوفرون على جنسيات أجنبية يشتبه في انتمائهم إلى شبكة دولية تنشط في مجال ترويج المخدرات على الصعيد الدولي، ويستقر بعضهم بالمدينة الإسماعيلية، تخلصوا من هذه المسدسات، بعد شعورهم بالخطر من خلال ما تم اعتباره عمليات تشديد الخناق والحصار الذي فرضته المصالح الأمنية عليهم مؤخرا بتنسيق محكم بين مختلف أجهزتها، حيث تم رميها في قمامات اللأزبال بحي «بليزانس» أحد أقدم الأحياء التي تضم مجموعة من الفيلات التي تعود ملكيتها لأشخاص يعدون من أثرياء المنطقة. وأضافت المصادر نفسها بأن مدينة مكناس عرفت خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر حلول مجموعة من الأشخاص يشتبه في انتمائهم إلى إحدى الشبكات الدولية المتخصصة في ترويج المخدرات، حيث نزلت هذه المجموعة بأحد الفنادق الفخمة بالمدينة، مما تسبب في حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق شاركت فيه مختلف الفرق الأمنية والاستخباراتية وغيرها إلى جانب حضور فرقة أمنية خاصة من مدينة الرباط، وقد تم ترقب الوضع عن بعد وإعلان حالة من التأهب لمدة أسبوع، اتخذت خلاله جميع الاحتياطات اللازمة والمناسبة تحسبا لوقوع اشتباكات بين هذه المجموعة التي صنفت من ضمن أخطر عناصر الشبكة المذكورة، وحسب المصادر ذاتها، فإن أسباب خلوة هذه المجموعة بالمدينة الإسماعيلية راجعة بالأساس إلى واقعة مقتل عنصر تابع لها مؤخرا رميا بالرصاص من طرف مجهول. وعلى إثر ذلك تم عقد هذا الاجتماع الطارئ لغاية تدارس حيثيات وأسباب استهداف عنصر تابع لهم وتصفيته مؤخرا من طرف مجهولين . وقد شارك في هذه الخلوة الفريدة أكثر من عشرة عناصر يتخذ البعض منها من مدينة مكناس مكانا آمنا للاستقرار ولتبييض أمواله عن طريق خلق مجموعة من المشاريع الضخمة في مختلف الأحياء بالمدينة.