تمكنت فرقة أمنية خاصة بمدينة مراكش، خلال الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، من تفكيك شبكة دولية وصفت ب»الخطيرة»، ينشط أفرادها في التهريب الدولي لمخدر الكوكايين، وأسفرت هذه العملية، التي تعتبر الأكبر من نوعها في المغرب وشمال إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، عن توقيف ستة أشخاص، من بينهم مواطن مغربي مقيم بجزر لاس بالماس، وحجز كمية من مخدر الكوكايين بلغت 226 كيلوغراما، إضافة إلى مبالغ مالية مهمة من العملة الوطنية وسيارات تستغل لنقل وشحن المخدرات. وسارعت عناصر فرقة أمنية متخصصة بمدينة الرباط إلى توقيف مالك كمية الكوكايين المحجوزة، والذي كان بمعية شريك آخر له، على مستوى مقهى قريب من المحطة الطرقية القامرة، والتي تشكل نقطة التقاء أولي لأفراد الشبكة قبل استئناف عملية التهريب في اتجاه أوروبا. وحسب مصدر أمني، فقد تم إخضاع عينات الكوكايين المحجوزة لخبرة دقيقة بمختبر الشرطة العلمية بالدارالبيضاء، والتي أكدت أن الأمر يتعلق بالكوكايين الخالص الذي يتم إنتاجه بدول أمريكا اللاتينية. وكانت «المساء» سباقة لرصد الشبكة الجديدة، التي تتخذ من دول أمريكا اللاتينية مصدرا لتهريب الكوكايين إلى المغرب كمحطة أولية ثم إلى أوروبا. وقد تبين أن الشبكة الإجرامية يمتد نشاطها إلى مجموعة من الدول، بدورها كانت تعتمد مسالك التهريب انطلاقا من دول أمريكا اللاتينية، ومرورا بسواحل غرب إفريقيا ثم المغرب الذي يتخذ كنقطة عبور في اتجاه أوروبا. وقادت معلومات أمنية دقيقة إلى تعقب شاحنة من نوع IVECO مخصصة لنقل المخدرات، وكذا سيارة خفيفة من نوع مرسيديس 220 كانت معدة للخفر والمراقبة، انطلاقا من مدينة أكادير، إلى أن تم توقيف الناقلتين عند مخرج مدينة مراكش في اتجاه الدارالبيضاء على الساعة الواحدة من صباح أول أمس الجمعة. وتمكنت مصالح الأمن من اعتقال ستة مشتبه بهم ينتمون لمافيا دولية لتهريب الكوكايين. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه بهم رهن الحراسة النظرية، بينما لا زالت المصالح الأمنية تواصل تحرياتها لتحديد ملابسات القضية وتوقيف مشتبه بهم آخرين حررت في حقهم مذكرات بحث وطنية.