دعا حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذي كان يتحدث في ندوة صحافية عقدت أمس بالرباط، بحضور الرئيس المعزول امحماد الفراع، إلى إحداث لجنة محايدة يشرف عليها الوزير الأول وتتمتع بصلاحياتها لتدبير ملف انتخابات التعاضدية العامة لموظفي الإدارة العمومية وإعادة الأمور إلى نصابها. وبينما برأ شباط ساحة أمينه العام، الوزير الأول عباس الفاسي، من الوقوف وراء قرار تأجيل انتخابات التعاضدية التي كان من المزمع تنظيمها في 13 أبريل الجاري، اتهم شباط وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني بالوقف وراء القرار الذي أثار حفيظة لجنة التنسيق الوطني لمندوبي ومتصرفي التعاضدية العامة لموظفي الإدارة العمومية. وقال شباط: «الوزير الأول رجل قانون ويحترم القانون والحوار، أما الذي يقف وراء تأجيل الانتخابات، فهو الوزير أغماني الذي خرق القانون بداية حينما طبق الفصل 26 واعتبر التعاضدية حصنا لحزبه ونقابته، وخاض حملة ضد الفراع في الصويرة، حتى أن السيد الوزير لم يكن له من شغل شاغل غير الفراع والتعاضدية». وأضاف شباط خلال تدخله :»لا يمكن لحزب متورط في الفساد أن يدعي محاربة الفساد في التعاضدية أمام المواطنين بمناسبة الانتخابات ، في حين أن كل حي أو مؤسسة مروا منها إلا وفاحت منها رائحة الفساد». شباط لم يتوان في مهاجمة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وشهيده المهدي بنبركة، وقال: «قتلوا ما قتلوا باسم حزب الاستقلال وشوهو صورتو، والإعدامات والأحداث اللي عرفها الريف ومناطق أخرى، المسؤول عنها هو ما يسمى المرحوم بنبركة، وأصبح هو الزعيم والاستقلال اتهموه، ما غدينش نبقاو ساكتين حتى يخربو هذ البلاد». وتابع الرجل الأول في نقابة حزب الوزير الأول «تصوروا معي لو أن المغرب كان بدون دستور وملك وكان الحكم في يد أصحابنا الاشتراكيين، فإن ما ستنتظرونه من حكمهم هو النهاية والكارثة لهذا البلد». إلى ذلك، وصف شباط قرار تأجيل مناقشة مدونة السير بالمتعقل والرزين لإصلاحها وتنقيحها، ولقطع الطريق على الاستغلال البشع والمزايدات النقابية والسياسية لأولئك الذين كانوا من أوائل المدافعين عنها بمناسبة مناقشتها في مجلس النواب. ونفى شباط أن يكون موقف نقابته الرافض لإضراب النقل يعود إلى الانتماء السياسي لوزير النقل والتجهيز كريم غلاب، وقال» لا يهمنا انتماء وزير النقل والتجهيز السياسي، فقد خضنا بمناسبة عرض المشروع الأول للمدونة معركة شرسة وقدنا الإضراب، لكن بعد أن تمت تلبية مطالبنا التزمنا بما وعدنا به عكس البعض الذي وقع على المحاضر وصوت داخل مجلس النواب ليخرج بعد ذلك معلنا أن المدونة مؤامرة وأنها لا تصلح لشيء». من جهته، وصف امحماد الفراع، الرئيس المعزول، نفسه ومن حضر معه الندوة الصحافية، من متصرفين يمثلون مشارب نقابية مختلفة على حد تعبيره، ب»أصحاب مظلمة». وقال «تعرضنا لحيف ممنهج ولحرب إعلامية في جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و»الأحداث المغربية»، وتتويجا لهذا الظلم الإعلامي حاول وزير المالية فتح الله ولعلو تطبيق الفصل 26 لكنه وجد أمامه رجلا متعقلا ومتزنا هو مصطفى المنصوري، ليأتي دور الوزير الاتحادي أغماني الذي تلقف ذلك الفصل رافعا لواء تأديب الفراع في محاولة منه للبحث عن الشرعية وتقديمي كقربان لصقور الحزب لدعمه». وأضاف المصدر ذاته» لقد حققنا ثورة تدبيرية داخل التعاضدية ومهما اشتدت حملتهم الإعلامية، فلن يكون بمقدورها محو التاريخ المشرف لإدارة التعاضدية».