باييرن ميونيخ الألماني ضد البارصا الإسباني لعل الهزيمة الثقيلة للنادي البافاري أمام فولفسبورغ برسم الدوري الألماني، التي جاءت قبل مواجهة الكامب نو، أفقدت المدرب كلينسمان صوابه، بإجرائه لمجموعة من التغييرات أضعفت نادي باييرن ميونيخ وجعلته مجرد متفرج عادي في الاستعراض الكطلاني، إذ كان يعتقد حينها أن الزج بلاعبين جدد ونهج خطة 4-5-1 سيفاجئ البلوغرانا، لكن العالم بأسره صُدم بالعرض الباهت الذي قدمه البافاريون في الشوط الأول فصحيح أن غياب المدافع الأوسط البرازيلي لوسيو بداعي الإصابة وزميله البلجيكي فان بويتن لأسباب عائلية، أضْعَفَ العمق الدفاعي للباييرن، لكن كلينسمان أخطأ التعامل مع مباراة البارصا، بإصراره على ترسيم الحارس الاحتياطي بوت متراجع المستوى والمدافعين البرازيلي برينو عديم الخبرة (19 سنة) إلى جانب أودو كظهير أيمن وألتنتوب لاعب الوسط العائدين من الإصابة بدل الدوليين فيليب لام وأوتل أو بوروفسكي. فكانت النتيجة ممرات واسعة في خطي الدفاع والوسط فلا أحد كان بإمكانه إيقاف صانعي الألعاب، شافي وإنييسطا لمد الثالوث الناري الكطلاني هنري، إيطو وميسي، الذي اكتفى فقط باللمسة الأخيرة لإيداعها في المرمى وكأنها مقابلة تدريبية. كان الأمر يتطلب ثلاثة لاعبين في خط الوسط بمَهام دفاعية كالأرجنتيني سوزا والألماني أوتل لمساندة البرازيلي زي روبيرتو، مدعومين بالجناحين شفاينشطايغر وريبيري، ولوكا طوني كرأس حربة لمضايقة الدفاع الكطلاني الذي كان في شبه راحة تامة، رغم أنه كان يتوفر على أضعف دفاع من بين الفرق الثمانية المؤهلة لدور الربع قبل انطلاقة المقابلة، بتلقيه لإحدى عشر هدفا. أمام هذا المعطى، كان طبيعيا أن يقف الدفاع الألماني مشدوها أمام الحملات المنسقة للبارصا من الممرين الأيمن والأيسر ومن العمق الدفاعي، لأن خط الوسط كان مشلولا، فلا هو بقادر على تكسير عمليات الفريق الخصم ولا على بناء عمليات هجومية نحو ريبيري ولوكا طوني، والقذفة الوحيدة المؤطرة في اتجاه مرمى فالديس تلخص معاناة الألمان وتُظهر الفارق الشاسع الذي يفصل بين الكطلانيين والبافاريين الذين سيغادرون عصبة الأبطال للمرة الرابعة على التوالي في دور الربع، بعد سنوات 2002، 2005 و2007. تشيلسي ضد ليفربول كعادته فاجأ المدرب الهولندي خوس هيدينك جميع المتتبعين. فإذا كان أغلب المراقبين يجمعون على أن خطف التعادل أو الخروج بهزيمة صغيرة من ملعب أنفيلد راود يعد نتيجة جيدة، فإنه ارتأى اختصار المشوار والعودة بفوز يعبد له الطريق نحو المربع النهائي، بفضل خططه المحكمة المعتمدة على استغلال الكرات الثابتة التي أعطت هدفين حملا توقيع المدافع الصربي المغمور إيفانوفيتش، ضربة أخرى للمعلم، وضرب حراسة لصيقة على العميد ستيفن جيرارد بواسطة الغاني إسيان لتضاف إلى الغياب القسري للأرجنتيني ماسكيرانو، لتقل الإمدادات نحو المهاجمين طوريس وكاوت تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول للرد على هدف طوريس، لم يدفع البلوز للتراجع بل للقيام بمرتدات هجومية خطيرة بواسطة لامبارد ومالودا في اتجاه قلب الهجوم دروغبا الذي أزعج كاراغر وسكرتل بتحركاته السريعة وبنيته القوية، لتنتهي المقابلة بفوز بيّن لتشيلسي بثلاثة أهداف لهدف واحد، ستفرض على أشبال بينيتيز الفوز بفارق ثلاثة أهداف بملعب سطامفورد بريدج. غياب العميد تيري لن يؤثر كثيرا على العطاء الدفاعي لتشيلسي، بحكم تعويضه بالبرتغالي ريكاردو كارفالهو. بالمقابل سيستعيد ليفربول نجمه الأرجنتيني ماسكيرانو، الغائب عن لقاء الذهاب بسبب الإيقاف، ليدعم خط الوسط إلى جانب الإسباني شابي ألونسو، رييرا أو الإسرائيلي بنيون لتحقيق إنجاز أشبه بالمعجزة، خصوصا إذا علمنا أن المستقبِل في لقاء الإياب في المواجهات المزدوجة بين تشيلسي وليفربول يتأهل دائما إلى الدور الموالي.