فاجأ نجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري العالم عندما أعلن الأربعاء عن قرار اعتزاله اللعب مع منتخب بلاده فرنسا وذلك في مقابلة لموقع مجلة «كيكر» الألمانية، مسدلا بذلك الستار على مسيرة دولية «عادية» فشل خلالها في الارتقاء إلى مستوى الآمال والطموحات بأن يكون خليفة زين الدين زيدان مع «الديوك». «سأتوقف. أدركت بان اللحظة قد حانت»، هذا ما قاله ريبيري الذي استبعد عن تشكيلة فرنسا لمونديال 2014 لأنه لم يكن في وضع بدني يسمح له بالمشاركة بسبب أوجاع في ظهره، مؤكدا بأنه اتخذ هذا القرار لأسباب شخصية صرفة. وتابع صانع ألعاب مرسيليا السابق «أريد أن أكرس المزيد من الوقت من أجل عائلتي، أن أركز على مهامي مع بايرن ميونيخ وأن أترك أيضا المجال أمام المواهب الشابة في المنتخب الوطني. يجب أن يعلم المرء متى يتوقف، حان الوقت لكي أتطلع إلى الأمام. لقد رأينا في المونديال أنه لا توجد هناك أي دواع للقلق على مستقبل المنتخب الفرنسي». من المؤكد أن ريبيري (31 عاما) لم يتمكن من الارتقاء إلى مستوى الآمال التي عقدت حاليا كخلف لزيدان الذي قاد فرنسا إلى لقبها المونديالي الأول والوحيد عام 1998 وإلى كأس أوروبا 2000، ولم يتمكن من تقديم المستوى المميز الذي ظهر عليه منذ انتقاله عام 2007 إلى بايرن ميونيخ الذي حصد معه جميع الألقاب الممكنة (بطولة الدوري 4 مرات والكأس أربع مرات ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية مرة واحدة). وما يزيد من حسرة ريبيري أن منتخب بلاده قدم أفضل أداء له منذ أعوام طويلة خلال مشاركته في مونديال البرازيل 2014 دون نجم بايرن ميونيخ، إذ وصل إلى الدور ربع النهائي بعروض مميزة قبل أن يخرج أمام ألمانيا (0-1) التي توجت لاحقا باللقب. وتضاف خيبة مونديال البرازيل إلى تلك التي مني بها ريبيري في السباق على جائزة أفضل لاعب في العالم حيث اعتبر نفسه المرشح الأوفر حظا بعد قيادته بايرن إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا لكنه اضطر للاكتفاء بجائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل لاعب بعد أن حل ثالثا في الجائزة الأهم على الإطلاق خلف النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. بدأ مشوار ريبيري مع المنتخب الفرنسي في 27 مايو 2006 في مباراة ودية ضد المكسيك (1-0) عندما دخل في الدقيقة 74 كبديل لدافيد تريزيغيه، وهو خاض 81 مباراة سجل خلالها 16 هدفا وكان ضمن التشكيلة التي وصلت إلى نهائي مونديال 2006 في أفضل نتيجة له مع «الديوك» لكنه كان حينها بصحبة زيدان. مني بعدها ريبيري بعدة انتكاسات متتالية مع المنتخب فخرج من الدور الأول لكأس أوروبا 2008 ومونديال جنوب إفريقيا 2010 الذي أوقف على إثره لثلاث مباريات بسبب دوره في امتناع اللاعبين عن التمارين احتجاجا على طرد زميلهم نيكولا انيلكا، والدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2012. وتعود المشاركة الأخيرة لريبيري الذي اختبر خارج الملعب فترات حرجة أيضا بعد اتهامه وبنزيمة بممارسة الجنس مع فتاة هوى قاصرة، مع المنتخب إلى الخامس من مارس الماضي في مباراة ودية ضد هولندا قبل أن يخضعه مدرب «الديوك» ديدييه ديشان لعدة اختبارات من أجل الوقوف على جاهزيته وقدرته على المشاركة في مونديال 2014 لكنه فشل فيها ما اضطره إلى استبعاده عن التشكيلة النهائية. وقد أثار غياب ريبيري الذي انضم في الاعتزال إلى لاعب الوسط الآخر سمير نصري، عن المونديال جدلا بين الطاقمين الطبي لبايرن والمنتخب بعد أن لمح الأخير أن كان بإمكان صانع ألعاب النادي البافاري المشاركة في نهائيات البرازيل 2014 لولا خوفه من الحقن. ورد طبيب بايرن هانز-فيلهلم مولر-فولفارت على فرانك لو غال طبيب، قائلا: «ريبيري لا يخاف من الحقن، لكنه رفض ببساطة علاجا من الكورتيزون اقترحه عليه المنتخب الفرنسي». وكان فرانك لو غال قد قال: «فرانك لاعب في نادي بايرن ميونيخ (الألماني) حيث يستند علاج الأمراض على قاعدة الحقن. يمكنه أن يحصل على 10، 20، 25 أو 40 حقنة لكل مرض في السنة. كان يمكننا اختيار هذه الطريقة لكننا لم نلجأ إليها. في وقت ما لم نقم بحقنه لأنه كان يخاف منها». وتابع: «لا يوجد أي سبب كان يمنعه المشاركة في المونديال، لكن بما أني أقل شهرة من بعضهم، فقد تمت معالجته لدى البروفسور سايان (في 31 مايو الماضي). كان الفحص الطبي مشجعا جدا لكن لم نجد حلولا لإيقاف أوجاعه... لديه الأم في الظهر استمرت عدة أسابيع. توقف ثلاثة أسابيع ثم لعب مباراة لم يتعين عليه أن يخوضها حيث دخل إلى الملعب ثم غادر (نهائي كأس ألمانيا في 17 مايو)».