حلت لجنة تفتيش مركزية بشكل مفاجئ، عشية الجمعة الماضي، بسجن بن احمد المحلي التابع للمندوبية الجهوية بخريبكة، ارتباطا بشريط الفيديو الذي بث على يوتيوب، والذي تم تسريبه من داخل السجن واتهم فيه صاحبه وهو معتقل بالسجن نفسه موظفين ومسؤولين بالتواطؤ مع سجناء وتمكينهم من بعض الممنوعات، في مقدمتها الأسلحة البيضاء والمخدرات والهواتف المحمولة. وقد استمعت اللجنة التي أوفدها محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في محاضر استماع رسمية إلى كل الأطراف التي لها علاقة بمضمون الشريط، في مقدمتهم السجين صاحب الشريط والذي ظهر فيه وهو يحمل سكينا من الحجم الصغير وهاتفا محمولا. كما أكدت مصادر من داخل السجن نفسه ل»المساء» أن اللجنة «اطلعت على أزيد من 10 سكاكين والعديد من الهواتف المحمولة، فيما ضبطت أحد السجناء يتحدث عبر هاتفه المحمول»، وذلك بمساعدة من صاحب الشريط. وقد تم الاستماع إلى الأخير بخصوص صحة ما تضمنه الشريط من اتهامات لموظفين وعدد من المسؤولين بمن فيهم رئيس المعقل المعفى من مهامه والمدير السابق، وكذا مصدر الهاتف الذي تم به تصوير الفيديو، وكذلك الهواتف المعروضة في الشريط والسلاح الأبيض، كما جرى الاستماع إلى مجموعة من الموظفين. وأكدت مصادر «المساء» أنه تم استدعاء رئيس المعقل المعفى للمثول أمام اللجنة التفتيشية، كما تم الاستماع كذلك إلى المدير السابق والذي شملته الحركة الانتقالية الأخيرة. ويرتقب أن تعرض نتائج لجنة التفتيش على المندوب العام لتتقرر الجزاءات الإدارية، علما أن القضية ممكن أن تتفاعل أسوة بفضيحة شريط سجن عين علي مومن، والذي جر مجموعة من الموظفين إلى القضاء، حيث كانت النيابة العامة قد أصدرت تعليماتها للضابطة القضائية للدرك الملكي لإنجاز بحث تمهيدي بخصوص الاتهامات الموجهة لموظفين فيما يخص تسريب الممنوعات، بما فيها الهواتف المحمولة والمخدرات. وارتباطا بالشأن السجني بدأت رياح التغيير تهب على العديد من المؤسسات السجنية في ضوء الحركة الانتقالية التي أطلقها التامك، وشملت مدراء مؤسسات ومدراء جهويين وموظفين و.. في انتظار حركة مقبلة ستشمل مقتصدي المؤسسات السجنية ورؤساء الأمن الخارجي، حيث تنفس موظفو سجن قلعة السراغنة الصعداء، بعدما تم استقدام مدير جديد، وهو الذي أشرف على النيابة بسجن بولمهارز بمراكش، كما أدار سجن أزيلال ويعول عليه موظفو سجن القلعة لإنصافهم وتمكين موظفي الحراسة من راحة تعويضية يومين ونصف عوض يوم ونصف الذي أقره المدير السابق لسنوات.