استفحلت ظاهرة احتلال الملك العمومي بالخميسات في الآونة الأخيرة، وخاصة خلال شهر رمضان، بحيث ترامت أغلب المقاهي بحي السلام، القلب النابض للمدينة، على الملك العمومي واستولت على حيز هام من الأرصفة والطرقات والحدائق العمومية وتسابق أصحابها إلى ضم أكبر حيز ممكن، بوضعهم كراسي وطاولات اختلط فيها زبناء المقاهي بالمارة، دون مراعاة شروط رخص استغلال الملك العمومي التي يخولها القانون. وأصبح بعض التجار والباعة المتجولون يعرضون سلعهم فوق عرباتهم المدفوعة باليد أو التي تجرها الحمير والبغال ما يتسبب في عرقل السير والجولان ويخلق فوضى عارمة، إذ عادة ما يشتبك بعضهم مع المارة الذين يجدون صعوبة في التنقل ويضطرون للسير بشكل عشوائي وسط الطرق والأزقة المخصصة لمستعملي مختلف وسائل النقل الميكانيكية، ما يعرض حياتهم وحياة أبنائهم للخطر في أي وقت ويحرم فلذات أكبادهم من اللعب في المناطق الخضراء التي استولت عليها بعض المقاهي وضمتها لمجالها بشكل غير قانوني. وأكد فاعل جمعوي ل"المساء" أن مدينة الخميسات، التي كان من المفروض أن تكون منطقة سياحية وقبلة للمناطق المجاورة للترويح عن النفس، أضحت كسوق قروي أسبوعي تعمه فوضى عارمة بفعل احتلال الملك العمومي من طرف التجار الذين احتلوا الرصيف المخصص للراجلين، بالإضافة إلى الباعة المتجولين الذين فرضوا سيطرتهم على زنقة المولى إسماعيل والأزقة المتفرعة عنها. وأضاف أن تدخل المسؤولين للحفاظ على جمالية المدينة وتحرير الملك العمومي وضمان حرية السير والجولان محدود ومحتشم، إذ عملية تحرير الملك العمومي شملت فقط زنقة إشبيلية ومدار "الشاطو" دون أن تمتد لباقي الشوارع والساحات العمومية القليلة التي تتوفر عليها المدينة.