سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاء وداد.. فريق قاوم الاستعمار وباع ألمع نجومه من أجل دفع مستحقات اللاعبين فسقط إلى قسم الهواة خسر مباراة كأس العرش ضد أولمبيك خريبكة ونافس أندية كبيرة في البطولة وضم الفاخوري والعياطي وأليو كانتي
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. في البيضاء، يتوزع عشق البيضاويين بين فرق كثيرة، فلكل حي فريقه، الرشاد بالبرنوصي، والدفاع بحي عين السبع، والمجد بالمدينة، والشباب بالحي الحسني، والوفاء بسيدي عثمان والطاس بالحي المحمدي... ولو أن شعبية الرجاء والوداد هي الأكثر داخل كل الأحياء.. فقد ظهرت في المدينة منذ زمن بعيد أندية رياضية عريقة، اختلفت تواريخ ميلادها لكنها توحدت يوما في زرع البسمة على شفاه جمهور بيضاوي كبير.. والحديث اليوم يشدنا لتسليط الضوء على ناد رياضي عريق، اسمه وفاء وداد، الفريق الذي رأى النور سنة 1944، كان ذلك قد تزامن مع تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، كان أحمد أمدجار وبابا علي رحمه الله وجودار قد أسسوا هذا الفريق، الذين كان وفيا لمحاربة المستعمر الفرنسي آنذاك، كان الفريق يحمل حينها اسم «وفاء سيدي عثمان»، قبل أن يتغير اسمه في سنة 1954 ، وكانت المناسبة مباراة في كأس العرش بين الوداد والوفاء، فتمت تسمية الفريق بوفاء وداد، أطلق عليه البعض «بتي وداد» ومن ثم كانت بداية حكاية مثيرة لفريق يسجل تاريخ ميلاده عراقته في كرة القدم.. نافس في أربعينيات القرن الماضي الفرق التي أنشأها المعمرون آنذاك، لينخرط بعد ذلك في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولعب في القسم الثالث، وتطلب منه الأمر لعبا جماعيا وطموحا كبيرا ليحقق الفريق صعوده إلى القسم الثاني.. فقد كانت رغبة العديد من المسيرين أن يحقق الفريق ألقابا شبيهة بتلك التي حققتها أندية أخرى بيضاوية.. فقد عرف الفريق في عهد كنيباس والرياحي والحاج صدوق، استقرارا ماديا ومعنويا، توفرت لديه طاقة كبيرة من اللاعبين، نافس بهم فرقا كبيرة كانت حبلى بالعديد من الأسماء الرياضية التي يحتفظ لها التاريخ بشواهد الاستحقاق.. لقد أبان فريق وفاء وداد عن إمكانيات كبيرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وانتقل بعض لاعبيه المميزين إلى فريق الرجاء البيضاوي. ظل فريق وفاء وداد يبحث عن بطاقة الصعود إلى الأقسام الكبرى، ولكنه كان يجد نفسه في كل مرة في مواجهة أندية أخرى قوية لها نفس الطموح، فكان مضطرا لتنشيط البطولة ليس غير، خاصمته الألقاب لكنه أجاد كثيرا في إنجاب اللاعبين، لقد كان للفريق دائما مدرسة في كرة القدم تهتم بكل الفئات العمرية.. كان على الفريق أن يجدد دماءه في كل مناسبة، كان مطالبا برفع التحدي لضمان صعوده إلى قسم الأضواء، وفي سنة 2003 ، حقق الفريق حلمه، فقد قاده عبد القادر فولوز، الرئيس، والعربي شباك، المدرب، إلى القسم الوطني الثاني بعد مباراة سد قوية ضد أولمبيك الدشيرة، ووجد الفريق دعما كبيرا من طرف المجلس البلدي، ومن طرف مسيري الرجاء البيضاوي.. وساعده في ذلك توفره على ترسانة كبيرة من اللاعبين، كان هناك كسلاني ومصباح ومعهم لاعبون آخرون وقعوا على حضور قوي في كل المباريات، وتمكن الفريق بمساندة جمهور عريض من تحقيق حلم استعصى عليه طيلة سنين.. بعد هذا الإنجاز الرياضي، ظل فريق وفاء وداد يصارع في كل موسم من أجل حجز بطاقة العبور إلى القسم الوطني الأول، وكان قريبا من تحقيق ذلك في أكثر من مرة، لكنه كان يصطدم بصخرة الحاجز المادي، وكانت المنافسة قوية جدا من طرف فرق لها باع طويل في كرة القدم كالكوكب المراكشي والمغرب الفاسي... حتى وإن كان الفريق يتوفر على طاقة كبيرة من اللاعبين الموهوبين.. كان هناك العياطي وأليو كانتي وبنهنية والطوس والحسناوي والفاخوري... كان الفريق قريبا من الصعود للقسم الأول، لكن المشاكل المادية منعته من ذلك، ليس للفريق محتضن، فاضطر إلى بيع لاعبيه المميزين لصرف منح وأجور اللاعبين.. تخلى الفريق مكرها عن ركائزه الكبيرة، وكانت النهاية حزينة بعد مسار طويل ابتدأه الفريق بمقاومة المستعمر وأكمله بالمقاومة من أجل البقاء في القسم الثاني.. يلعب الفريق في قسم الهواة، لم تغفر له أقدميته في أن يزكي حضوره في البطولة بالألقاب، وخسر مباراة كأس العرش ضد أولمبيك خريبكة أمام جمهور عريض، لكنه كسب بالمقابل تعاطف أبناء سيدي عثمان.