تحولت الساحة المقابلة للسوق المركزي بالرباط، أول أمس الثلاثاء، إلى مسرح لمواجهات عنيفة بين مهاجرين أفارقة وباعة مغاربة. وتبادل الطرفان المطاردات والرشق بكل ما طالته أيديهم، أمام أنظار عدد من العناصر الأمنية، التي كانت بالقرب من مركز أمني يقع بمدخل السويقة، دون المبادرة بفك الاشتباك، الذي جعل عددا من المارة يهربون خوفا من أن يتعرضوا للأذى، خاصة أمام استمرار الطرفين في رجم بعضهم البعض بالصناديق الخشبية، وغيرها من مخلفات السلع. و تفجرت هذه المواجهات، التي تعد الثانية من نوعها في ظرف أسبوع، بسبب صراع حول الرقع المخصصة لعرض السلع، حيث نشب نزاع بين بائع مغربي وآخر من جنسية إفريقية حول من له الأحقية في استغلال المكان، قبل أن يتطور الأمر إلى صراع مفتوح، جعل المنطقة تعيش فوضى حقيقية، بعد أن انخرط عدد من «الفرّاشة» المغاربة والأفارقة في الصراع. وحذر أحد تجار السويقة من أن الوضع أصبح محتقنا للغاية نتيجة الصراع الشرس بين المغاربة والمهاجرين الأفارقة ممن يعرضون سلعهم في شارع الحسن الثاني المحاذي للمدينة العتيقة، وبمداخل السويقة. وقال إن الأمر قد يتطور مستقبلا إلى معارك تسيل فيها الدماء نتيجة زيادة العداء بين الطرفين. وكانت المنطقة تشهد بين الفنية والأخرى حملات تقوم بها عناصر تابعة للقوات المساعدة، تعمل على طرد الباعة المتجولين من جنسيات عدة، قبل أن يتم التطبيع مع وجودهم بالمكان، مما شجع العشرات من الباعة المغاربة والأفارقة على احتلال جميع الأرصفة بشكل فوضوي. وكشف المصدر ذاته أن الصراع بين المهاجرين الأفارقة والمغاربة بالرباط لم يعد محصورا في التنافس حول مكان عرض السلع، بل تطور إلى حالة من النفور والعداء، خاصة في الأحياء الشعبية بعد أن شهد، عصر أول أمس، تجدد المناوشات بين مهاجرين أفارقة وشبان مغاربة بدوار الدوم الشعبي. وكان حي المعاضيد الشعبي بضاحية الرباط قد شهد بدوره قبل حوالي ثلاثة أسابيع مواجهات عنيفة بين العشرات من السكان وعدد من المهاجرين الأفارقة، تسلح فيها الطرفان بالمُدى والسيوف والقضبان الحديدية والهراوات، كما تبادلا الرشق بالحجارة من النوافذ وأسطح المنازل بعد خلاف بين مهاجر إفريقي وأحد المغاربة.