فجرت طبيبة تعمل بالقطاع العام فضيحة من العيار الثقيل، حينما كشفت، في رسالة وجهتها إلى زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، عن وجود خروقات فظيعة بأحد المراكز الصحية بالقنيطرة، لها تأثيرات خطيرة جدا على صحة المواطنين. وأكدت الطبيبة بشرى نعيمي، في الرسالة التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أن أغلب المؤسسات الصحية بالقنيطرة، تتوفر على تربة خصبة لكل مظاهر الفوضى والعشوائية، محملة بعض مسؤولي قطاع الصحة بالمنطقة ما تعيشه مختلف المراكز الصحية من فساد وسوء تدبير. وقالت صاحبة الرسالة، إنها اكتشفت منذ التحاقها بالمركز الصحي «الحدادة»، وجود ممارسات وصفتها بالمخيفة، تصل إلى حد استعمال لقاحات مشكوك في سلامتها، مشيرة إلى أنها راسلت الجهات المعنية قصد التدخل وفتح تحقيق في الموضوع، دون أن تتغير الأوضاع، على حد تعبيرها. وأوضحت الطبيبة أن تلك اللقاحات، رغم أنها مكثت لأزيد من 66 ساعة دون وضعها داخل جهاز للتبريد، فقد تم استعمالها بالمركز الصحي المذكور، وهو ما دفعها إلى إنجاز تقارير بشأن هذه التجاوزات، وإشعار الطبيبة الرئيسة بهذه الأفعال الخطيرة، التي لم يسلم منها أيضا المرضى، الذين يتعرضون للقمع وسوء المعاملة، حسب قولها. وزادت في رسالتها «لقد شجع رد فعل مندوب الصحة السلبي على الإفراط في الفساد، وتوفير الحماية لمن يقفون وراء ارتكابه، هذا في الوقت الذي أصبحت أتعرض للاستفزازات والمضايقات وتحريض بعض المواطنين ضدي، للانتقام مني، وقد اتخذ الوضع منحا خطيرا جدا، بعدما تعرضت لاعتداء جسدي ولفظي بداخل المركز، تسبب لي في عجز صحي لمدة 14 يوما». ودعت الطبيبة نعيمي الوالي العدوي إلى التدخل الفوري لفتح تحقيق في هذه الاختلالات، واتخاذ كافة التدابير الناجعة لوضع حد لكل هذه التجاوزات، تجسيدا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، مستنكرة في الوقت ذاته، سياسة النعامة التي نهجها مندوب الصحة بالقنيطرة إزاء الخروقات التي كشفت عنها. من جهتها، أعربت النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن تضامنها مع الطبيبة المذكورة، ونددت، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، بما وصفتها بالهجمة الشرسة التي يقودها ضدها لوبي فساد مدعوم بأطراف ألفت الصيد في المياه العكرة، بغرض إرهاب الطبيبة وثنيها عن فضح الفساد المتفشي داخل المركز الصحي. وحملت النقابة المندوب الإقليمي مسؤولية المضايقات التي تتعرض لها الطبيبة بشرى نعيمي، خاصة، بعد أن وقفت اللجنة، التي زارت المركز الصحي سالف الذكر، على الاختلالات التي كشفت عنها الطبيبة، مشددة على ضرورة التفاعل الإيجابي مع مطالبها الرامية إلى محاربة الفساد بالقطاع.