فتحت شهية شبكات الاتجار الدولي في المخدرات الصلبة- الكوكايين- في الآونة الأخيرة على السوق المغربية، عبر تسخير عناصر مغربية ذات سوابق في الاتجار بالمخدرات الصلبة ببعض الدول الأوربية وتم ترحيلها إلى المغرب، على خلفية نفس التهم. وكشفت تفاصيل الشبكة، التي تم تفكيكها مؤخرا من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، عن مدى تجذر هذه الشبكة التي اتخذت من مدينة خريبكة مقرا مركزيا لتخزين الكوكايين، ومن ثم ترويجه بعدد من الكازينوهات والملاهي الليلية بكل من الدارالبيضاء، والفقيه بنصالح وبني ملال. وإلى جانب إغراق السوق المغربية بكميات كبيرة من الكوكايين، كانت عناصر هذه الشبكة، التي يوجد من بين عناصرها ايطاليون ورومانيون، تقوم بتسويق السيارات المسروقة من الدول الأوربية بعدد من المدن المغربية بعد تزوير أوراقها وتغيير لوحاتها المعدنية. وقد اهتدت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى خطورة هذه الشبكة بعد تتبع مسارات الأشخاص المرحلين الذين كانوا تحت المراقبة منذ ترحيلهم من الديار الايطالية زهاء سنة ونصف. حيث استمرت نشاطاتهم الإجرامية في ترويج السيارات المسروقة سواء من داخل المغرب أوخارجه. استنفار أجهزة الأمن لتعقب عناصر هذه الشبكة جاء بعد تعدد الشكايات والتقارير التي توصلت بها من الأنتربول الدولي فيما يخص عدد من السيارات المسروقة بعدد من الدول الأوربية. وكذا تشابك وتداخل الجرائم التي تم اقترافها والعلاقات التي نسجوها مع عناصر المافيا بكل من ايطاليا ورومانيا. التي تروج إلى جانب المخدرات أنواعا مختلفة من السلاح. ويطلق على هذا النوع من الجرائم المنظمة ب«الجرائم العنقودية». تخوف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من إمكانية أن تصل تلك الأسلحة لعناصر إرهابية جعلها تضع اليد على عناصر هذه الشبكة في المهد وقطع أوصالها في مراحل التأسيس الأولى، كما أن التحريات بحسب مصدر أمني ما زالت متواصلة للبحث عن عناصر أخرى، كما تم رفع مذكرة للأنتربول الدولي لتعقب تلك العناصر وكذا تحيين المعطيات بخصوص العناصر الموقوفة. وكانت السيارات المسروقة انطلاقا من بلدان أوربية يتم تهريبها بعد ذلك، إلى المغرب وبيعها دون تعشير ودون وثائق، إلى أشخاص من أوساط مروجي المخدرات والى مواطنين موريتانيين يتولون بدورهم تهريبها إلى موريتانيا. وللإفلات من المراقبة الجمركية عند عودة الأشخاص المكلفين بإدخال السيارات المسروقة إلى المغرب وتسليمها إلى شركائهم، فقد قامت هذه الشبكة باستقطاب موظف شرطة، برتبة مفتش ممتاز، كان يعمل بمطار محمد الخامس، عمد إلى تسهيل مغادرة عناصر الشبكة للمغرب دون تسوية وضعية تلك السيارات عند مصالح الجمارك المغربية.