على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الإسبانية، حل العاهل الإسباني فيليبي السادس، وعقيلته الأميرة ليتيثيا، بمطار سلا، حيث كان في استقباله الملك محمد السادس. وخصص للملك الإسباني في أول زيارة له إلى المغرب بعد توليه العرش، وثاني زيارة له خارج إسبانيا، استقبال رسمي كبير من طرف فرقة من الخيالة التابعة للحرس الملكي بخفر الموكب الملكي من «باب السفراء» إلى ساحة المشور بالقصر الملكي. ورافق الملك الإسباني فيليبي السادس، في زيارته إلى المغرب، وفد وزاري ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خوسي مانويل غارسيا مارغايو. ورغم أن زيارة العاهل الإسباني كانت شبه زيارة مجاملة، فإنها لم تخل من مباحثات ثنائية حضرها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني خوسي مانويل مارغايو، ونظيره الإسباني صلاح الدين مزوار، بالإضافة إلى سفيري البلدين، خوسي دي كارباخال ساليدو، ومحمد فاضل بنيعيش. وكشفت وكالة «إيفي» الإسبانية الحكومية للأنباء، دقائق بعد المباحثات الثنائية، أن الملك محمد السادس أبلغ العاهل الإسباني عن مصادقته على اتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي، وهي المصادقة التي كان يتوقف عليها تنفيذ الاتفاقية التي صادق عليها البرلمان المغربي لتدخل حيز التنفيذ. فيما أعربت فيدرالية الصيادين الإسبان عن ارتياحها للمصادقة الملكية، سيما أنها طلبت من الملك فيليبي السادس الوساطة والتدخل لدى محمد السادس، للمصادقة على الاتفاقية بعد توقيعها خلال يوليوز الماضي من السنة الماضية ومصادقة البرلمان الأوروبي عليها خلال شهر دجنبر الماضي. وتأتي زيارة الملك الإسباني للمغرب في وقت تمر فيه العلاقات الثنائية بين البلدين بمرحلة غير مسبوقة على مستوى التفاهم والتعاون الأمني واللوجيستي، خصوصا في التعاطي مع ملف الهجرة غير الشرعية، أو التنسيق الأمني الثنائي بين الدولتين في مجال مكافحة الإرهاب، وصد الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي أصبحت تهدد أمن الدولتين، وهو التعاون الذي أسفر عن تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، سواء في المدينتين سبتة ومليلية، أو بمدينة الفنيدق وتطوان وطنجة. وبعد المباحثات الثنائية، أقام محمد السادس مأدبة إفطار رسمية على شرف العاهلين الإسبانيين الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا، حضرها أعضاء الوفد الرسمي المرافق، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيسا غرفتي البرلمان، وعدد من أفراد الجالية الإسبانية المقيمة بالمغرب وبعض الموظفين الإسبان العاملين بالقنصلية العامة الإسبانية بتطوان، وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، كما وشح الملك محمد السادس العاهلين بقلادة الوسام المحمدي.