سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بنزاكور: بعض مرضى السكري يمكنهم الصيام مع ضرورة الانتباه إلى مختلف المضاعفات حذر مرضى السكري الصائمين من الإجهاد والنوم خلال الفترة الحرجة قبيل الإفطار
هل تبحثون عن نمط حياة صحي، والتمتع بصحة جيدة؟ إنه الوقت المناسب تماما للوعي بعادات استهلاك الطعام والاستفادة من الصيام على أتم وجه. ولهذا الهدف قمنا بتجميع جميع الأسئلة، التي توصلنا بها عبر ملحق الأسرة من القراء الأوفياء، والمتعلقة برمضان والصحة، فكانت لنا لقاءات مع أخصائيين للإجابة عنها خلال هذا الشهر الفضيل. - هل مريض السكري يصوم أم لا؟ إذا تذكرنا أن نسبةَ مرض السكري في العالم في ازدياد، عرفنا أن ملايين المسلمين من مرضى السكري يحتاجون إلى توجيهات خاصة، تجعل من شهر رمضان شهرا عزيزا عليهم، كما هو على كل المسلمين، تبتهج النفس بقدومه، وتأنس به، وترتاح إليه وفيه، وتجدهم يصرون على أن يصوموا مع الناس في رمضان. - من هم مرضى السكري الذين يستطيعون الصيام؟ يتفق كثير من الأطباء المسلمين، نتيجة الخبرة العملية والدراسات العلمية، على أن مرضى السكري بالنسبة إلى الصيام أصناف: - الصنف الأول: مرضى السكري من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين). وقد أُجريت لأجلهم عدة دراسات علمية أكد كثير منها أن مرضى السكري من النوع الثاني يمكنهم الصيام في رمضان بأمان ودون مضاعفات. بل أشارت بعض هذه الدراسات إلى أن معدل سكّر الدم تحسن لدى بعض المرضى. - الصنف الثاني: مرضى السكري من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين)، وهذا النوع أقل شيوعا من النوع الثاني. لكنه يحتاج إلى عناية أكبر، وقد أُجريت لأجله عدة دراسات علمية، وأزال بعضها جزءا من المخاوف التي كانت تساور الأطباء. إذ تأكد أن بعض المرضى (وليس كلهم) يمكنهم الصيام في رمضان، لكن مع الاحتياط والانتباه إلى مختلف المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المريض بالسكري. ما هي أعراض انخفاض السكر عند مريض السكري الصائم؟ الإحساس بالجوع مع دوخة وصداع وتعرق وشعور بالضعف العام والعصبية؛ فإذا شعر مريض السكري بهذا، فعليه أن يقطع صيامه ويتدارك نفسه بكأس من العصير يشربه، ولو كان ذلك قبيل أذان المغرب. - ما مختلف الاحتياطات التي من الواجب على المريض بالسكري العمل بها ليصوم دون أن يؤذي نفسه؟ لابد أن تكون الحالة الصحية للمريض مستقرة قبل رمضان، وألا يكون السكري من النوع المتذبذب، الذي تصاحبه حالات انخفاض أو حموضة متكررة. يشترط بعض الأطباء، من خلال خبرتهم، ألا تكونَ الجرعة التي يستخدمها المريض من الأنسولين عالية (أكثر من 40 وحدة/الجرعة)، وهو رأي وجيه، ولكنّه ينطبق على كثير من مرضى السكري، ولذا لابد من التأكد منه ببحوث علمية موثقة. وأشارت ثلاث دراسات إلى أن النوع السريع من الأنسولين يمكن أن يكون أنسب من الأنسولين العادي للصائمين، وهذا أمر يقول به كثير من الأطباء. ويبقى الطبيب هو الوحيد الذي من حقه أن يحدد ما إذا كان على المريض بالسكري الصوم أم لا، فلكل مريض حالتُه الخاصَّة التي يحدِّدها الطبيب. ما أنسب غذاء للمريض بالسكري خلال شهر رمضان؟ يجب على المريض بالسكري عدم إهمال غذائه في رمضان، وأن يتناول ثلاث وجبات: واحدة عند الفطور، وأخرى عند السحور، ولابد من وجبة ثالثة بينهما. -الإكثار من شرب الماء والسوائل غير المحلاّة، وعدم شربها كلها دفعة واحدة، بل تفريقها على الليل. -يفضل تأخير وجبة السحور. -لا بأس أن يستمتع المريض بالسكري بحلويات رمضان ومقلياته، لكن بالقدر المعقول الذي يتناسب مع حالته الصحية، وكمية السعرات الحرارية المحددة له في اليوم. ماهي الكيفية السليمة لاستعمال دواء السكّري في رمضان؟ هناك نقطتان أساسيتان لابد من التنبه إليهما: -الأولى: توقيت جرعات الدواء. إذ يتفق الأطباء على أن جرعة الصباح قبل رمضان تصبح مع وجبة الإفطار، وتصبح جرعة المساء مع السحور. -الثانية: مقدار الجرعة. وللأطباء رأيان فيها: أحدهما، وهو رأي الأكثرية، ينصح بإنقاص الجرعة التي تكون في السحور إلى النصف، خوفا من حصول هبوط شديد للسكّر أثناء النهار، والرأي الآخر لا يرى حاجة إلى ذلك، بل تكون كميات الدواء كما هي قبل رمضان، والذي يتغير هو توقيتها فقط. وقد أُجريت دراسة في المغرب تميل نتائجها إلى تأكيد الرأي الثاني، وعموما فنحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات، ولكل مريض وضعه وحالته الخاصة، فليناقشها مع طبيبه المعالج. كيف يتعامل المريض بالسكري الصائم مع الفترة الحرجة التي تسبق الفطور؟ إنها الفترة التي تسبق صلاة المغرب بساعة أو ساعتين، لأن مستوى السكر فيها يكون متدنيا. لذلك تجنب إجهاد نفسك في هذه الفترة، وتجنب النوم فيها، لأن السكر قد ينزل مستواه وأنت نائم لا تشعر بذلك. عبد الإلاه بنزاكور أخصائي الجهاز الهضمي ورئيس قسم الجراحة بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء