تفتقت عبقرية بعض مسيري فنادق معروفة بمدينة فاس على فكرة «مدهشة» تتعلق بالترويج لإعلانات تخص تقديم خدمة الشيشة لزبناء من الطراز العالي بأثمنة محددة في 300 درهم ل»المشاركة». وتشير الإعلانات إلى أن خدمة الشيشة ترافقها سهرات خاصة في الهواء الطلق في هذه الفنادق، قرب المسابح. وتستمر هذه السهرات التي تبدأ مع الفطور إلى أوقات متأخرة من الليل. وحسب إعلانات الدعاية، فإن المقاعد المعدة لهذه الغاية محدودة، لذلك، فإن الواقفين وراء هذه الفكرة العبقرية يدعون الزبناء إلى الحجز المسبق، تحت طائلة أن يفوتهم الركب، والسهرات الفنية. وكانت مقاهي الشيشة قد أثارت جدلا كبيرا في الأوساط السياسية المحلية، وتحولت إلى قضية استقطاب بين الفرقاء الحزبيين، أمام استمرار شكايات المواطنين من تفشي هذه المقاهي، مع ما تؤدي إليه من أضرار وأحداث عنف ونزاعات متتالية بالقرب من التجمعات السكانية. وقرر المجلس الجماعي، ذات دورة، اعتماد قرار يمنع ترويج الشيشة في المقاهي بالمدينة، وأسند تفعيل مقتضياته للسلطات المحلية والأمنية. وتحدث عمدة فاس، في مذكرة تقديم هذا القرار، على أن مقاهي الشيشة قد تحولت إلى أوكار للدعارة حتى في أوساط القاصرات، ومسرح لانتشار المخدرات بجميع أنواعها. لكن الحملات الموسمية وغير الشاملة لم تمنع من تنامي مقاهي الشيشة بالمدينة. قبل أن تنتقل الخدمة إلى الفنادق المصنفة، وإلى عدد من المطاعم التي تقدم في الأوقات العادية خدمة المشروبات الكحولية للزبناء، وعوضتها في شهر رمضان بخدمة الشيشة للحفاظ على المداخيل. لكن عددا من هذه المحلات والمقاهي تخفي خدمة الشيشة بحراس أمن خاصين مفتولي العضلات يقفون في المداخل الرئيسية للمقاهي المشبوهة، كما يعمد أصحاب هذه المحلات إلى استعمال أضواء خافتة، وصباغة الجدران والأبواب والنوافذ بصباغات تخفي ما بداخلها للناظر من الخارج، خوفا من حملات السلطات الموسمية، أما الفنادق المصنفة، فقد خرجت بإعلاناتها المعلقة في أبوابها الرئيسية لتشهر هذه الخدمة، دون خوف من أن تطال حملات المداهمة سهراتها الخاصة التي يسبقها حجز مسبق بأثمنة مرتفعة موجهة لنخبة خاصة في ليالي شهر رمضان.