تمكنت عناصر الدرك الملكي بالجنوب من حجز كميات مهمة من الفياغرا التي كانت في طريقها إلى الدارالبيضاء والرباط، كما جرى اعتقال مهربين معروفين كانا من بين المبحوث عنهم ضمن شبكة منظمة تمتهن التهريب من المنطقة الحدودية «الكركارات» ومنطقة تدعى «قندهار» في اتجاه العيون ومن ثمة إلى مدن كبرى. وتبين أن من بين المهربين اللذين جرى اعتقالهما على مقربة من الحدود المغربية الموريتانية، مبحوث عنه ضبطت بحوزته كميات كبيرة من البضائع المهربة، قدرت قيمتها بحوالي 130 مليون سنتيم، كانت محملة على متن شاحنة مرقمة بموريتانيا، تتكون من أزيد من 45 علبة كرتونية للسجائر، وأزيد من 300 هاتف نقال جلبها لفائدة شخص يتحدر من منطقة أكادير، كما حجزت مصالح الجمارك لديه مئات الكيلوغرامات من سمك «قمرون» مجمد، إضافة إلى مواد غذائية وأغطية وأجهزة إلكترونية. وحسب مصادر من عين المكان، فإن المتهم سبق توقيفه أخيرا، بتهمة تهريب المواد المدعمة من طرف الدولة إلى الأراضي الموريتانية، بعدما ضبطت بحوزته كمية كبيرة من علب السردين، كانت مخصصة لسكان «مخيمات الوحدة». وعمل المشتبه فيهما على تقديم فواتير لمحلات تجارية بالبيضاء وآسفي، قالت مصادر مطلعة إنها لا تحمل المواصفات القانونية الخاصة بالفواتير، ذلك أنها لا تحمل اسم الشركة ورقم ضريبة «الباتانتا». وقالت مصادر «المساء» إن التهريب في المناطق الجنوبية لم يعد مقتصرا على المواد المدعمة والأجهزة الإلكترونية والمواد الغذائية والغازوال، بل إن مافيات التهريب، وبحكم معرفتها لطبيعة الصحراء وضبطها للمسالك والممرات، اتجهت نحو نشاط أكثر مردودية وهو تهجير البشر القادمين بالخصوص من إفريقيا جنوب الصحراء. وقال مصدر مطلع إن عمليات تهريب الوقود بجنوب المغرب تحرم خزينة الدولة من إيرادات جبائية تفوق 6 ملايير درهم شهريا. حيث أفاد تقرير جمعوي بأن هذه الظاهرة تسببت، إلى حد الآن، في إفلاس ما يفوق 20 محطة بالمنطقة. وذكر التقرير ذاته أن الكميات الهائلة التي تباع سرا في محطات الواد الواعر وفي طريق السمارة تصل يوميا إلى ما يناهز 500 طن، أي ما يعادل 15 ألف طن شهريا. وستجري حملات تمشيطية واسعة بتنسيق بين عناصر الجمارك والدرك في المناطق الجنوبية والحدود المغربية مع موريتانيا، بعد التوصل إلى معلومات تفيد بتكثيف نشاط عمليات تهريب سبائك الذهب والأموال والمواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية، بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة، وقد تطورت هذه العمليات بشكل كبير خلال الشهر الجاري.