هي واحدة من الظواهر التي أصبحت عصية على الحل في العاصمة الاقتصادية، إذ رغم الكثير من شكايات المواطنين لاستئصالها، إلا أنها تصمد في وجه العديد من الحملات الأمنية. إنها ظاهرة "الشيشا" في المقاهي الشعبية، فرغم صدور بعض المقررات البلدية بخصوص التدخل لمنع تقديم "الشيشا" للمواطنين في المقاهي، إلا أن هذا الأمر لا يمنع بعض أصحاب المقاهي من تقديمها ضدا على هذه المقررات. الظاهرة تعود من جديد وبقوة خلال شهر الصيام، فمباشرة بعد وجبة الفطور، تكتظ عدد من مقاهي الشيشا بالراغبين في شربها، وهو مشهد اعتاد عليه الكثير من سكان المناطق الشعبية، ومن أجل وضع حد لاستفحال هذه الظاهرة، تخوض المصالح الأمنية من حين إلى آخر حملات أمنية تنتهي بحجز الكثير من "المعسل"، وهو واحد من أهم مكونات هذه الشيشا، إضافة إلى "النرجيلات". وكشف مصدر أمني أن الحملة الأمنية التي تم شنها مؤخرا في مولاي رشيد وسيدي عثمان والفداء وأنفا تكللت بإيقاف مجموعة من الأشخاص وحجز كميات من "المعسل" المهرب وعدد كبير من "النرجيلات"، ففي مولاي رشيد، تم إيقاف 40 شخصا لاستهلاكهم الشيشا، وحجز كمية من "المعسل" المهرب إضافة إلى 67 "نرجيلة". وفي أنفا تم إيقاف 23 شخصا وحجز كمية من "المعسل"، إضافة إلى 21 "نرجيلة". وفي الفداء مرس السلطان، أوقفت مصالح الأمن في هذه المنطقة 36 شخصا وتم حجز جهاز تلفاز وجهاز استقبال رقمي. الحملة ضد تعاطي الشيشا، التي قامت بها السلطات الأمنية في الأيام الأخيرة، ليست الأولى من نوعها في الدارالبيضاء، إذ منذ سنوات تم تنظيم مجموعة من الحملات من أجل وضع حد لهذه الظاهرة، إلا أن استفحالها ما يزال يثير الكثير من الجدل، وفي هذا السياق، يؤكد بعض المواطنين، الذي يستقرون بالقرب من بعض المقاهي التي تقدم "الشيشا"، أنهم ينزعجون كثيرا بسبب الضجيج الذي يرافق تناول هذه المادة. قضية تعاطي الشيشا في الدارالبيضاء والتمادي في استعمالها كان موضوع مجموعة من دورات المجالس المنتخبة في العاصمة الاقتصادية، إذ يتم التركيز دائما على خطورة هذه الظاهرة، خاصة بالنسبة للمراهقين، وهو الأمر الذي كان يدفع بعض المنتخبين من أحزاب سياسية مختلفة للدعوة إلى ضرورة التجند من أجل التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع المغربي، لكن هذه الدعوات كانت دائما تصطدم برغبة بعض أصحاب المقاهي في تقديمها لزبنائهم، على اعتبار أنها تساهم في الرفع من رقم معاملاتهم التجارية. وكان الكثير من المواطنين البيضاويين استبشروا خيرا في ظل الحملة الأخيرة ضد ظاهرة "التشرميل"، حيث كانت هذه الحملة فرصة من أجل خوض حرب على بعض المقاهي التي تقدم "الشيشا"، مؤكدين على ضرورة مواصلة هذه الحملات، لأن الأمر يتعلق بمستقبل جيل المستقبل، الذي لابد من حمايته وتوفير كل السبل الكفيلة بحماية هذه الأجيال من براثن الإدمان على المخدرات بكل أنواعها.