منح مؤتمرو الحركة الشعبية ولاية رابعة لامحند العنصر، المرشح الوحيد لمنصب الأمانة العامة للحزب، خلال المؤتمر الوطني المنعقد أول أمس في الرباط، حيث حصل على 1931 صوتا، من أصل 2123 صوتا معبرا عنه، وتم إلغاء 29 صوتا، فيما كان المحجوبي أحرضان أبرز الغائبين عن أشغال المؤتمر. واستبق عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الإعلان عن الولاية الرابعة للعنصر، بكلمة أمام عموم المؤتمرين اعتبر فيها أن «التقدم بامحند العنصر كمرشح وحيد هو الديمقراطية بالنسبة للحركيين». ووصف بنكيران الحركة بأنها «حزب غريب». وقال في هذا السياق: «نسمع أنه عندكوم الصداع، ولكن تلتئمون بعد ذلك كالعائلة الواحدة، وفي رأيي، دون أن أتدخل فيكم، هذه القضية ديال امحند كمرشح وحيد هي الديمقراطية بالنسبة لكم، فأنتم حزب عرفتم أين تتموقعون، فعندما كان المغرب والملكية في خطر عرفتم أين تتموقعون وهنيئا لكم». واعتبر الأمين العام للعدالة والتنمية أن حزب الحركة الشعبية صبر، رغم أنه تعرض لتعسفات، وأخذ منه نواب ومستشارون برلمانيون، لكنه تمكن فيما بعد من تعويضهم. كما أشاد بمشاركة الحزب في الحكومة، وقال إن الوزراء والبرلمانيين والأمين العام للحزب «يعملون لخدمة الوطن، وصبروا في وقت الشدة التي مرت علينا». وختم بنكيران كلمته أمام مؤتمري الحركة، والتي ألقاها تحت تصفيقات الحاضرين وزغاريد بعض المؤتمرات، بتحذير وجهه إلى أعضاء الحزب قال فيه: «لا تقبلوا أن يتدخل أحد في قراراتكم، وحافظوا على وحدتكم». ولم يجد لعنصر حرجا في انتقاد الحكومة في حضرة رئيسها، إذ عبر عن عدم رضا الحزب عن تأخر إصلاحات جوهرية، بسبب صراعات سياسوية لا تجدي نفعا، ناهيك عن البطء في تنظيم المؤسسات الجديدة المنصوص عليها في الدستور. وشدد على ضرورة فتح مشاورات موسعة مع كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بهدف تسريع الإصلاحات. وسجل أنه «انسجاما مع فكرنا الوسطي المعتدل، لا نريد أن نكون مجبرين على الاختيار بين توجه شعبوي مبني على الاتكالية، والذي يقود حتما إلى التفقير، وبين توجه يسود فيه المال ويترتب عنه سحق المواطنين ومصادرة السلطات». وعلاوة على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، شهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من الوجوه السياسية منها مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي اختار بنكيران أن يجلس إلى جانبه، وظلا يتبادلان أطراف الحديث أكثر من ساعة من الزمن. كما حضر الجلسة الافتتاحية حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، وصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين. وعن حزب التقدم والاشتراكية حضر مولاي اسماعيل العلوي وعبد السلام والصديقي، إضافة إلى وجوه حزبية أخرى. وشهدت «ديمقراطية الحركيين» نوعا من «الفوضى» التنظيمية بعدما تدفق المؤتمرون بشكل جماعي على المعازل المخصصة لعملية التصويت، وهو ما تسبب في ارتباك تنظيمي. كما حصل تدافع كبير خارج القاعة المحتضنة لأشغال المؤتمر، عندما كان رئيس الحكومة يغادر المكان، حيث تجمهر حوله العشرات من المؤتمرين الراغبين في أخذ صور، وهو ما أربك العناصر الأمنية المكلفة بحراسة بنكيران، والتي وجدت صعوبة كبيرة في إخراجه من الجموع الغفيرة للمؤتمرين، فيما لم يسلم الصحافيون من الدفع العنيف لبعض رجال الأمن الخاص وبعض المكلفين بالتنظيم.