كما كان متوقعا، استطاع المعلم الكناوي حميد القصري أن يحقق رقما قياسيا في عدد الحاضرين، الذين حجوا إلى منصة مولاي الحسن بالصويرة لمتابعة آخر ليلة من ليالي مهرجان كناوة في طبعته السابعة عشرة، الذي اختتم مساء أول أمس الأحد. [[{"type":"media","view_mode":"media_original","fid":"7309","attributes":{"alt":"","class":"media-image","height":"342","typeof":"foaf:Image","width":"765"}}]] استقبل حميد القصري بتحية «الصلاة والسلام « من طرف الجمهور الحاضر، الذي ردد معه على مدى ساعة ونصف، وعن ظهر قلب، «طروحاته الكناوية» ك«مولاي أحمد» و«الحمدوشية» و«عايشة»، والتي دفعت العديد من الحاضرات إلى الانخراط في «جذبة» على وقع «الهجهوج» و«القراقب»، ليسقطن مغمى عليهن، مما تطلب تدخل أفراد الهلال الأحمر المغربي، الذي كان حاضرا بقوة بساحة الحسن الأول. حميد القصري أفسح المجال لابنه ذي ال13 سنة ليحمل «الكنبري» عوض «القراقب»، التي حملها خلال السنة الماضية، ويؤدي مقطعا «كناويا» أبان عن مقدرات صوتية عالية، استحق عليها تشجيعا وتصفيقا طويلا من طرف الجمهور الحاضر. لم يكتف المعلم القصري بالوصلة التي أداها بمصاحبة فرقته الموسيقية، بل قدم أخرى عبارة عن «فيزيون» مع وريث التقاليد الأصلية للماندينغ المالي باسيكو كوياتي، وصفت ب«الواعرة» من طرف الجمهور الحاضر واستحق عليها الاثنان الثناء والتصفيق. باسكو كوياتي رفقة فرقته «نكوني با»، خلق الحدث يوم الجمعة الماضي ضمن فعاليات المهرجان، واستطاع أن يروي عطش الجمهور المتلهف للتعرف على الثقافة الموسيقية الإفريقية، من خلال أنغام استعمل فيها أدوات تقليدية، أبانت عن روابط المغرب بعمقه الإفريقي. ليلة السبت كانت متميزة بحضور اسم كبير هو الفرنسي من أصل لبناني وسليل عائلة فنية وأدبية، ابراهيم معلوف، الذي حضر إليه جمهور متعدد الجنسيات، استمتع بمقطوعات موسيقية رائعة. معلوف صرح ل«المساء» بتفاجئه للعدد الهائل للحضور بمنصة الحسن الأول، بعد حضوره الأول عام 2006 بمنصة صغيرة، حيث لم يكن معروفا حينها. بعد معلوف، حضر اسم كبير آخر، ألا وهو الأمريكي ماركوس ميللر، الذي فاجأه الجمهور الحاضر بتهنئته بمناسبة عيد ميلاده باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، ورد عليهم الشكر بعزف متميز على العديد من الآلات الإيقاعية، قبل أن يدخل في أداء مشترك مع اسم كبير من «معلمي كناوة المغرب» مصطفى باقبو، في مزج أكثر من رائع بين الجاز وفن كناوة. وكان جمهور المهرجان على موعد، أيضا، بمنصة الشاطئ، مع المعلم محمود غينيا، ابن مدينة الرياح وأحد أيقونات الموسيقى الكناوية. كما استمتع بعرض موسيقي بنفس المنصة مع الفنانة آيو المتحدرة من أب نيجيري وأم غجرية. وأُسدل الستار على الدورة السابعة عشرة، وضرب القائمون على المهرجان موعدا للجمهور لم يحدد تاريخه للدورة الثامنة عشرة، ومع أسماء أخرى.