أهم ما يميز مونديال البرازيل الذي ينطلق يومه الخميس، غياب عدد كبير من نجوم كرة القدم العالمية، خاصة الأوروبيين منهم. وضربت لعنة الإصابات عدد مهم من اللاعبين البارزين، كالألماني ماركو ريوس نجم بروسيا دورتموند الألماني، والفرنسي فرانك ريبيري مهاجم نادي بايرن ميونيخ الألماني والهداف الكولومبي رادميل فالكاو قلب هجوم موناكو الفرنسي، إضافة إلى لاعبين بارزين لم تتأهل منتخباتهم لخوض منافسات كأس العالم 2014 مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش هداف باريس سان جيرمان الفرنسي والويلزي غاريث بيل لاعب ريال مدريد الإسباني، فضلا عن لاعبين آخرين سيغيبون عن العرس العالمي بسبب اختيارات المدربين، كالفرنسي سمير نصري لاعب خط وسط مانشستر سيتي الإنجليزي وزميله في الفريق، الإسباني ألفارو نيغريدو، ومواطنه وزميله في نفس الفريق خيسوس نافاس. زلاتان إبراهيموفيتش هناك لاعبان يبرزان أكثر من غيرهما في قائمة الغائبين لأن منتخبيهما لم يقدما المطلوب منهما وضيعا فرصة السفر إلى بلاد «السامبا». نتحدث هنا عن لاعبين من أفضل العناصر هذا الموسم وساعدا فريقيهما من أجل بلوغ المجد: زلاتان إبراهيموفيتش وغاريث بايل، اللذين سيتابعان على شاشات التلفزيون مباريات البرازيل 2014. حيث أن موهبتهما الفردية الهائلة ومساهمتها الكبيرة مع منتخبيهما لم تكن كافية لتحقيق الهدف. وقال النجم السويدي المجروح في كبريائه بهذا الخصوص: «كأس العالم بدوني لا تستحق المشاهدة.» وقدم زلاتان موسما استثنائيا مع باريس سان جيرمان توج فيه هدافا للدوري الفرنسي برصيد 26 هدف، مبتعدا بفارق عشرة أهداف عن أقرب مطارديه. ورفض إبراهيموفيتش أن يكون قد أضاع على نفسه المشاركة في آخر مونديال في مسيرته الدولية، مؤكدا أنه سيلعب للمنتخب السويدي في السنوات المقبلة على أمل أن يخوض منافسات كأس العالم لعام 2018 في روسيا، وسيبلغ من العمر آنذاك 36 سنة. وبقدر ما تألق إبراهيموفيتش رفقة الأندية التي لعب لها كجوفنتوس وإنتر ميلان وميلان وبرشلونة وباريس سان جيرمان، إلا أن الحظ خانه رفقة منتخب بلاده، وخاض كأس العالم 2006 بألمانيا، لكن دون يضع بصمته ويسجل هدفا في العرس العالمي. رادميل فالكاو تلقى عشاق كرة القدم العالمية وكولومبيا على الخصوص ضربة موجعة بانسحاب مهاجم موناكو الفرنسي راداميل فالكاو غارسيا بسبب الإصابة، واعتقد الكولومبيون أن «النمر» فالكاو سيقودهم في مونديال البرازيل بعدما قام بجهود مضاعفة من أجل التعافي من إصابة تعرض لها في ركبته مع فريقه في يناير الماضي في مسابقة الكأس المحلية ضد فريق من الهواة، وتعززت آمالهم بعدما استدعاه المدرب الأرجنتيني خوسي بيكرمان إلى التشكيلة الأولية، لكن «المأساة» وقعت عندما استبعد مهاجم بورتو وأتلتيكو مدريد الإسباني السابق عن التشكيلة النهائية. وكان فالكاو يتأهب لخوض أول كأس للعالم في مساره الكروي، غير أن الحظ خانه ولم يتعافى من الإصابة التي لاحقته لأشهر بعد إصابته في إحدى مباريات كأس فرنسا. وسجل فالكاو 8 أهداف في الدوري الفرنسي وأصيب في يناير الماضي ليبتعد كليا عن الملاعب. وحل «النمر» الكولومبي في المركز الثاني في ترتيب هدافي تصفيات كأس العالم 2014 عن منطقة أمريكا الجنوبية برصيد 9 أهداف إلى جانب الأرجنتيني غونزالو هيغواين، وبفارق هدف فقط خلف ليونيل ميسي ولويس سواريز. ولم يكن يوم الأحد 3 يونيو عاديا بالنسبة إلى الكولومبيين اذ خلدوا الى فراشهم وهم يحلمون بإمكانية تكرار انجاز 1990 حين تخطوا الدور الأول للمرة الأولى والأخيرة من اصل أربع مشاركات سابقة في كأس العالم لكرة القدم، لكنهم استفاقوا على «فاجعة» وطنية بعدما أعلن مدرب المنتخب الوطني ان نجمهم الكبير رادامل فالكاو لن يسافر الى البرازيل. ماركو ريوس يعتبر الألماني ماركو ريوس والفرنسي فرانك ريبيري آخر ضحايا الإصابات التي عصفت بالكثير من النجوم مؤخرا والتي تسببت في غيابهم عن المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل والتي ستنطلق يومه الخميس. ومازال هناك العديد من النجوم الآخرين يخوضون سباقا ضد الزمن للتعافي سريعا من الإصابات التي لاحقتهم واستعادة اللياقة من أجل خوض المعترك العالمي. وتلقت آمال لاعب الوسط المهاجم ماركو ريوس في المشاركة في كأس العالم ضربة قاضية بعدما أصيب بتمزق جزئي في أربطة كاحله الأيسر خلال مباراة المنتخب الألماني الودية مع نظيره الأرميني والتي انتهت بفوز الماكينات الألمانية 6-1 يوم الجمعة الماضي، ليغيب نجم فريق بورورسيا دورتموند عن الملاعب ما يقرب من ستة أسابيع، وهو ما يعني استحالة مشاركته في كأس العالم. وأعرب ريوس عن حزنه العميق لضياع حلمه في المشاركة في البطولة حيث قال «لقد انهار الحلم في غمضة عين». أضاف اللاعب الألماني :»لا أعرف حقا كيف أعبر عما يدور بداخلي، إنني بحاجة الآن إلى أن أنظر إلى الأمام، والبدء على الفور في تنفيذ برنامجي العلاجي، إن الحياة تمضي، وسأعود أقوى مما كنت». وكشف أطباء الاتحاد الألماني لكرة القدم عن مدى الإصابة التي تعرض لها المهاجم ماركو ريوس خلال مباراة أرمينيا. وأكد الأطباء الألمان أن لاعب بوروسيا دورتموند يعاني من تمزق جزئي في أربطة الكاحل الأيسر، وأنه سيغيب عن الملاعب لمدة ستة أسابيع على الأقل. وجاءت إصابة ريوس خلال الشوط الأول من المباراة ضد أرمينيا بعد أن تعرض إلى التواء في كاحله الأيسر، قبل أن يتم نقله إلى غرفة خلع الملابس لإجراء الفحص الطبي. واضطر الأطباء إلى مساعدة ماركو ريوس من أجل مغادرة أرض الملعب لأنه لم يستطع المشي، فيما تم نقل اللاعب على الفور إلى المستشفى حيث خضع للتصوير بالرنين المغناطيسي ثم عاد للفندق دون أن يكون قادراً على المشي. كارلوس تيفيز من أبرز الغائبين أيضا مهاجم فريق جوفنتوس الإيطالي كارلوس تيفيز، لاستبعاده من طرف المدرب أليخاندرو سابيلا، على الرغم من تألقه اللافت في الكالشيو، حيث أنهى الموسم في المركز الثالث على لائحة الهدافين برصيد 19 هدفاً، ساهم بها في احتفاظ «السيدة العجوز» باللقب للعام الثالث على التوالي، ودفع الإسباني فرناندو لورنتي ثمن استدعاء البرازيلي الأصل مهاجم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا إلى صفوف إسبانيا بطلة العالم، إذ استبعده المدرب فيسنتي دل بوسكي مفضلاً عليه فرناندو توريس، على الرغم من المستوى المتواضع للأخير مع تشيلسي الإنجليزي، فيما ساهم الأول في تتويج السيدة العجوز باللقب المحلي وبلوغ المربع الذهبي للدوري الاوروبي «يوروبا ليغ». ورغم حسرته لإقصاءه من لائحة المنتخب، إلا أن كارلوس تيفيز طالب بدعم منتخب الأرجنتين، ودعى إلى «عدم البحث عن مشكلات حيث لا توجد». وكتب المهاجم الملقب بال»أباتشي» على حسابه بشبكة (تويتر) «أرغب عبر هذه الوسيلة في إبداء امتناني للجميع على الحب الذي ألقاه. علينا أن نفهم أنني لم أكن قط جزءا من هذا المشروع، وألا نبحث عن مشكلات حيث لا توجد». وأضاف اللاعب، الذي تسبب غيابه عن القائمة المبدئية لمونديال البرازيل 2014 التي أعلنها المدرب أليخاندرو سابيلا في جدل كبير: «أطالب الصحفيين واللاعبين والجهاز الفني والمسؤولين بأن نكون جميعا في نفس الجبهة. من أجل منح الشعب السعادة، فذلك هو الهدف الأهم». فرانك ريبيري كان المنتخب الفرنسي يعول كثيرا على فرانك ريبيري للمضي قدما في كأس العالم، ولكن سيتعين على الفريق الآن خوض البطولة بدون نجم فريق بايرن ميونيخ الألماني، الذي يعاني من مشاكل في الظهر. وعلق الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وأسطورة الكرة الفرنسية السابق على إصابة ريبيري قائلا: «إنها ضربة قوية للمنتخب الفرنسي وللمدرب ديديي ديشامب، خاصة وأنه من اللاعبين المهمين جدا». وخيمت حالة من الصدمة على الشارع الرياضي الفرنسي بعد استبعاد نجم الديوك الأول من قائمة المنتخب المشارك في مونديال البرازيل، بعدما أثبتت أشعة الرنين المغناطيسي عدم قدرة ثالث أفضل لاعب في العالم 2013 في التدريب واللعب بشكل طبيعي لتقضى على آماله في المشاركة الثالثة خلال مسيرته في كأس العالم. وقبل أن يغادر معسكر الديوك بكليرفونتين أكد ريبيري لموقع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أنه يتألم لغيابه عن المونديال ومجبر على ترك المعسكر بسبب الإصابة، ووجه الشكر للفريق والطاقم الطبي متمنيا لمنتخب فرنسا التقدم في المونديال والمنافسة على اللقب، مؤكدا أنه سيكون أكبر مشجع للديوك في البطولة. وقال ريبيري:» أمر مميت نفسياً أن أجد نفسي مجبرا على ترك منتخب فرنسا والتخلي عن حلم المشاركة الثالثة في كأس العالم، كنت دائما أتطلع للمشاركة لكن الاصابة أجبرتني عن الغياب عن المونديال». وأوضح: «بعد اختبارات مكثفة خضتها حيث استيقظت على آلام في ظهري، وبعد الخضوع لأشعة التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى رامبويي جاءت النتيجة صادمة لي وقضت على الأمل الأخير لي في المشاركة في المونديال حيث أكدت الأشعة عدم قدرتي على التدريب واللعب بشكل طبيعي». سمير نصري انتقل نصري إلى مانشستر سيتي الإنجليزي بمبلغ 27.5 مليون يورو. استبعاد نصري كان حديث الساعة في الصحافة الفرنسية، حيث صرح المدرب ديديي ديشامب أن اللاعب يثير العديد من المشاكل بسبب عدم رغبته في الجلوس على مقاعد البدلاء، بالإضافة لذلك هاجمت صديقته فرنسا وديشامب عقب خبر استبعاده نصري بقولها على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر «اللعنة على فرنسا وديشامب». واعترف مدرب منتخب فرنسا ديشامب أنه غير نادم على عدم استدعاء لاعب خط وسط مانشستر سيتي سمير نصري للمشاركة في نهائيات كأس العالم (2014). وأعرب الكثير من المتتبعين عن اندهاشهم من عدم استدعاء سمير نصري للعب في كأس العالم بعد المستوى الكبير الذي قدمه مع نادي مانشستر سيتي في الموسم الماضي. ودافع مدرب المنتخب الفرنسي عن قراره بعدم استدعاء سمير نصري للمشاركة مع منتخب فرنسا وقال : «شاهدت مباريات له، لديه مستوى من حيث الأداء مع ناديه وآخر في المنتخب الفرنسي». وتابع بقوله : «أنا مثل أي مدرب للمنتخب الوطني، حيث لدي الخيارات المهمة والمعايير الرياضية ولكنها ليست كل شيء، لا يجب أن أكون نادماً لأنني اتخذت قراري ويجب المضي قدماً به». غاريث بيل على غرار إبراهيموفيتش، يعتبر الويلزي غاريث بيل من اللاعبين المتألقين رفقة انديتهم الذين لم يحالفهم الحظ في المشاركة في المونديال. ويغيب بيل الذي ساهم بإحراز ريال مدريد الإسباني لقبي دوري أبطال أوروبا وكأس إسبانيا هذا الموسم لكن منتخب بلاده حل خامسا في تصفيات مجموعته القارية ليحرم أيضا من التأهل، وحارس المرمى العملاق بيتر تشيك ومواطنه برانيسلاف إيفانوفيتش بعدما تألقا بشكل لافت مع فريقهما تشيلسي ثالث الدوري الإنجليزي وصاحب المربع الذهبي في دوري أبطال أوروبا في حين اكتفى منتخب بلدهما بالمركز الثالث في التصفيات. وسيحرم العرس العالمي من خدمات أحد أفضل المدافعين في العالم الذين ينشطون في الممر الأيسر، ويتعلق الأمر بمدافع بايرن ميونيخ الألماني دافيد ألابا بعدما فشل منتخب بلاده النمسا في حجز بطاقته على غرار مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي وصانع ألعاب نابولي الإيطالي ومنتخب سلوفاكيا ماريك هامسيك، والمدافع الدولي المغربي المهدي بنعطية الذي تتهافت أبرز الأندية في القارة العجوز للحصول على خدماته بعد موسمه الرائع مع روما الإيطالي. ويعتبر بيل من أبرز النجوم الذين يملكون حظوظا جد ضئيلة للمشاركة في كأس العالم، على اعتبار أن منتخب بلاده، بلاد الغال، لا يملك حظوظا لمنافسة منتخبات عملاقة أوروبيا، إذ غالبا ما يحتل المراكز الأخيرة في مجموعته سواء في تصفيات كأس العالم أو كأس أوروبا. ألفارو نيغريدو ضمت قائمة المنتخب الإسباني التي اعتمدها المدرب فيسينتي ديل بوسكي مجموعة من المفاجئات، من بينها عدم استدعاء قلب هجوم مانشستر سيتي الإنجليزي ألفارو نيغريدو وزميله في الفريق خيسوس نافاس، إلى جانب مهاجم جوفنتوس الإيطالي، يورينتي، الذي تم إسقاط اسمه من اللائحة مقابل تفضيل ديل بوسكي الاعتماد على لاعبين آخرين كمهاجم تشيلسي الإنجليزي فيرناندو توريس والبرازيلي الأصل دييغو كوستا الذي تم تجنيسه قبل أشهر لينضم إلى منتخب «الماتادور». واستبعد ديل بوسكي أيضا لاعب ريال مدريد إيسكو والظهير الأيمن داني كارفاخال، إلى جانب الغياب الاضطراري للاعب بايرن ميونيخ تياغو ألكانترا. وشكل غياب نيغريدو مفاجأة بالنسبة إلى العديد من المتتبعين خاصة أن اللاعب سجل عشرة أهداف في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي وكان مستواه أفضل من فيرناندو توريس الذي تراجع أداءه مقارنة مع السنوات الماضية. وفي واحدة من الطرائف، نشر لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي صورة عبر حسابه الرسمي بأحد مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر عدم مبالاته بخبر استبعاده من قائمة المنتخب الإسباني المشاركة في كأس العالم 2014 في البرازيل. وخرج نيغريدو من تشكيلة المنتخب الإسباني رفقة خيسوس نافاس وألبرت مورينو وايتوراسبي والمصاب تياغو الكانتارا وفرناندو لورينتي، عقب إعلان ديل بوسكي المدير الفني للماتادور القائمة النهائية والتي تضم 23 لاعباً للمشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة. ألفارو نيغريدو نشر صورة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بصحبة زوجته كلارا غارسيا تابيا، وزميله السابق في أشبيلية خافي فاراس وصديقته وكتب معلقاً :»عائد إلى إشبيلية مع صديقي خافي فاراس من أجل البدء في إجازة». رضى زروق