كشف المفكر المغربي حسن أوريد عن بعض ملابسات روايته المثيرة والمستفزة «سيرة حمار»، التي حررها في 10 أيام، لكن عمقها يعود إلى 20 سنة، وأيضا إلى مساره كوالي على جهة مكناس تافيلالت، عندما كانت تصل إلى مكتبه الشكايات المتعلقة بالنزاع بين قبيلة آيت حساين، التي تتطير من الحمير، ويرفض سكانها حتى النطق باسمها، وبين قبيلة نزالة بني عمار، التي تنظم مهرجانا خاصا بالحمير. ويعترف الناطق الرسمي سابقا باسم القصر أن رواية «سيرة حمار»، التي قدمها مساء أول أمس الأربعاء بالمعهد الدولي للدراسات العليا في الرباط، مثيرة للاستفزاز، حتى إن زوجته ترفض لحد الآن قراءتها، ومعتبرا في سياق حديثه عن معاناة حماره، إن «لغة الحمير هي التعليمات». أما أحد أصدقائه فاعتبر هذه الرواية «سيرة ذاتية»، وهو ما دفع أوريد لمخاطبته قائلا: «واش رديتيني حمار؟»، فسارع الصديق إلى النفي، وهو ما رد عليه أوريد: «ماعليش راه كلنا حمير». تفاصيل الرواية تشير إلى أذربال، بطل الرواية، الذي عاد إلى بلدته أليلي بموريتانية الطنجية، بعد سنوات من التحصيل الدراسي في قرطاج وروما وتين جيس، لينخرط في علاقة غرامية، انتهت بشربه لمحلول ظن أنه سيحوله رفقة حبيبته إلى طائرين ليتمكنا من الهروب، ويعيشا حبهما بعيدا عن كل الضغوط وكل الموانع، لكن الذي حدث هو أنه عوض أن يتحول إلى طائر تحول إلى حمار لا يستطيع الكلام. تقول الرواية: «نظرت في مرآة، فإذا أنا حمار كامل الأوصاف، لا أختلف عن الحمير إلا في شيء أضحى مصدر معاناتي هو قدرتي على التفكير، إذ كان الأمر سيهون لو حرمت من التفكير وعشت حياة الحمير لا أختلف عليها في شيء». حالة هذا الإنسان الذي تحول إلى حمار تكشف عن وضع مضطرب بين «جسم الحمار» و«عقل الإنسان» الذي حالت بينهما القدرة على الكلام. وهنا يقول أوريد إن التفكير لا معنى له إذا لم تكن هناك القدرة على الكلام والحرية في التعبير، مادام أن هذا التفكير تحول إلى معاناة حقيقية لأذربال. لكن هذا الحمار العاقل سيعود فيما بعد إلى حالته الطبيعية ليعانق مرة أخرى «إنسانيته»، بعدما توجه إلى عين دافئة للاستحمام، وهناك سيقع ما لم يكن في الحسان، حيث تحول إلى إنسان، وبدأ يصرخ: «أنا إنسان». وبخصوص الأسلوب الذي اعتمده أوريد، اعتبر الأخير أنه لم يكتب من أجل التحايل على الواقع، «بل لدي من الشجاعة ما يكفي لأعبر عما أريد، ولدي من التقنيات التي تتيح لي أن أعبر عما أريد بالطريقة التي أريد، دون أن أقع تحت طائلة القانون، لكن المسألة ليست هروبا من الواقع أو تخوفا»، يوضح حسن أوريد.