اعتقلت مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس شابا يتحدر من عائلة غنية، على خلفية تحقيقات تباشرها المصالح المعنية بخصوص وفاة غامضة لسائحة فرنسية واكتشاف جثتها في «قبر سري» بحديقة خلفية لفيلا في حي «واد فاس». وقادت التحريات التي باشرتها ولاية أمن فاس إلى حجز أدوات استعملت في عملية إخفاء الجثة، وقالت المصادر إن المتهم الذي قدم، في حالة اعتقال، إلى غرفة الجنايات لدى محكمة الاستئناف بفاس، يوم الأربعاء الماضي، عمد إلى إخفاء جثة السائحة بعدما تعرضت لنوبة حادة أدت إلى وفاتها. وقالت المصادر إن السائحة الفرنسية، وهي من أصل مغربي، حلت في مدينة فاس، في إطار رحلة جماعية، عن طريق وكالة أسفار، واستقرت رفقة المجموعة بفندق مصنف يوجد بمدخل المدينة من جهة الطريق الوطنية الرابطة بين فاس ومكناس، لمدة يومين، قبل أن تغادر الفندق، دون أن يظهر لها أثر، قبل أن تمكن تقنية «الجي بي إس» من تحديد مكانها، لكن التحريات قادت إلى العثور عليها جثة هامدة في «قبر سري» بحديقة الفيلا. ورجحت المصادر أن تكون الشابة، وهي في عقدها الثالث، ربطت علاقة صداقة مع شاب يتحدر من عائلة غنية في المدينة، عبر الانترنت، وتطورت «العلاقة الافتراضية» إلى مشاعر ود، انتهت بلقاء، لكن العلاقة سرعان ما انتهت بطريقة مفجعة، بسبب موت صادم للشابة، واعتقال الشاب. وقالت المصادر إن الشابة غادرت غرفتها بالفندق الذي أقامت فيه يومين بعد قدومها إلى المدينة، وتوجهت إلى فيلا الشاب، لكن خلافات يفترض أن تكون نشبت بينهما قد عجلت ب»سقوطها» مغمى عليها، قبل أن تفارق الحياة. وتبحث عناصر الشرطة المكلفة بالقضية في ما إذا كانت السائحة انهارت بسبب تردي وضعها الصحي، نتيجة أزمة صحية ألمت بها، ما أسفر عن موتها، قبل أن يعمد المتهم في القضية إلى حفر قبر في حديقة الفيلا ودفنها فيه، دون استبعاد فرضيات أخرى. وأوردت المصادر أن عائلة السائحة «أ.ه» نسقت مع رجال الشرطة لفك لغز الاختفاء. واستعانت مصلحة الشرطة القضائية، بتنسيق مع الشرطة العلمية، بتقنية «الجي بي إس» لتحديد مكان السائحة التي اختفت عن الأنظار نهاية الأسبوع الماضي. وعند البحث عن مصيرها، تبين أنها توفيت، وقادت التحقيقات إلى العثور على جثتها في حديقة الفيلا التي يقطنها الشاب المعتقل على ذمة التحقيق في القضية.