كشفت مباراة المنتخبين المغربي والغابوني برسم تصفيات كأسي العالم وإفريقيا، عن حجم الاحتقان السائد داخل المنتخب الوطني المغربي، وعبر كثير من اللاعبين المحترفين عن قلقهم من الأجواء المكهربة التي تميز الفريق الوطني. ظهرت التصدعات واضحة في بيت المنتخب الوطني قبل وأثناء وبعد المباراة، خاصة في وجود خلافات أجيال بين ثلاث فصائل، فصيل السفري وطلال والقادوري وفصيل الشماخ وحجي وخرجة ثم الفصيل الثالث الذي يضم كلا من تاعرابت ودرار والحمداوي.. قبل مباراة السبت الماضي والتي انتهت بهزيمة مستفزة في عقر الدار، تبين أن العديد من اللاعبين يرفضون صفة لاعب بديل، بل إن الأجواء داخل الفندق أو في الحافلة أو الملعب تكشف عن وجود تصدع ظاهر لا تخفيه ابتسامة لومير أو مبررات الطاقم التقني والطبي والإداري. غاب عن مباراة المنتخب المغربي ضد الغابون كل من عبد السلام وادو، ليس من أجل أعراض صحية كما أشار طبيب الفريق الوطني لرجال الصحافة، وفضل نبيل الزهر متابعة أطوار المواجهة من المدرجات بعد أن وضعه الناخب الوطني خارج اختياراته، ولم يرافق مروان الشماخ عناصر المنتخب إلى المركز الوطني بالمعمورة، وبقي في حي عين السبع مسقط رأس والده، وعلى نفس المنوال سار طلال القرقوري الذي فضل بدوره المكوث في الدارالبيضاء لدواع عائلية، وكتم مروان زمامة غضبه من تبديل مؤجل، حيث ظل يقوم بحركات تسخينية على امتداد دقائق الجولة الثانية، واختار القادوري الإصابة مبررا للبقاء في الدارالبيضاء، أما الرباطي فرحل بجسده إلى البرتغال تاركا عقله ووجدانه في المغرب. تختلف روايات اللاعبين المتضررين، لكن النقطة التي أفاضت الكأس هي التشكيلة الرسمية لأمسية السبت الأسود، حيث حاول كل لاعب فهم سر الإقصاء. تساءل نبيل الزهر عن سر وضعة خارج الاهتمام وهو اللاعب الذي ينتمي لليفربول أحد أكبر النوادي العالمية، ورفض عبد السلام وادو الجلوس على دكة البدلاء وهو الذي جاء ليضع تجربته رهن إشارة الشباب، أما مروان الشماخ فأوضح رفضه دور الكومبارس داخل تشكيلة يتحول فيها منير الحمداوي إلى صانع ألعاب وقلب هجوم، فيما كتم مروان زمامة غضبه من استفزاز مع سبق الإصرار والترصد، حين وضعه لومير في حالة إحماء ونسيه إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية. يقول وكيل أعمال أحد لاعبي المنتخب ل«المساء» إن اللاعبين الحالين لبوا نداء الوطن، ولم يضعوا في طريق الجامعة عراقيل، على غرار عادل الرامي، لكن تضحيتهم يضيف المصدر ذاته تتحول إلى ندم، حين يواجهه غول التهميش. داخل المنتخب الوطني تظهر نوايا الاختلاف بين الفرقاء، ولومير مطالب بالبحث عن حل لأزمة انسجام داخل الفريق الوطني، والتي يمكنها أن تكبر كلما زادت النكبات.