أرقام صادمة تلك التي تتحدث عن تدنِّي مستوى القراءة في بلداننا العربية، وليس بلدنا الحبيب بِعيدا من هذا الأمر المؤسف حقا. وضعٌ لاشك يحزُّ في نفوسنا، نحن معشر الآباء والأمهات والمربين، تجاه أبناءنا وفلذات أكبادنا الذين نلحظ فيهم بدورهم عزوفا عن القراءة، خاصة مع تصاعد وتيرة وسائل الترفيه الشيقة والألعاب الساحرة الآسرة لعقولهم وألبابهم، ويزداد الوضع حدة في غياب الترشيد والتوجيه السليم لها. وهنا دعني أقف معك أيها الأب أيتها الأم، لا للعويل، بل رغبة في تلمس بعض الأسباب والوسائل التي بها نحفِّز ناشئتنا على حب القراءة، في أفق أن تصبح عندهم عادة راسخة، منها يستفيدون وبها يستمتعون. أسباب ووسائل عديدة ومتنوعة أعرض بين أيديكم نزرا منها: - الرغبة الأكيدة الصادقة في ذلك من قبل الأبوين. - التوافق في التخطيط لذلك سلفا. - القدوة المفضية إلى التقليد والمحاكاة. - تكوين وتجميع كتيبات وقصص ذات مضمون تربوي مناسب لبيئة الطفل ومحيطه ومناسبة في الوقت ذاته مع عمره وفكره. - إنشاء ولو مكتبة صغيرة تضم بين جنباتها كتبا ومجلات مشوقة. - الحرص على أن تكون متميزة بالإخراج الجميل والألوان المناسبة الجذابة والأحرف الكبيرة. - اصطحابه – أي الطفل – لاقتناء الكتب والقصص، مع ترك كامل الصلاحية له في الاختيار. - مراعاة رغباته واحتياجاته من ورائها، ومن ثم وجب عدم إجباره على قراءة موضوعات لا رغبة له فيها. - عدم التحجير على ميولاته لئلا تصبح القراءة لديه واجبا ثقيلا لا هواية محببة. - تنمية ملكة الاختيار الحر مع توجيهك له من طرف خفي. - إذا كنتما في الشارع فاطلب إليه قراءة اللافتات أو عناوين الصحف ... - لا تفرض عليه قراءة كتاب بعينه، بل ضع رغباته فيما يفضل في الاعتبار. - إن رغب في أن تقرأ عليه ما يرغب هو في الاستماع إليه فتحمَّس لذلك. - تحمَّس لذلك ولو كان موضوعا في نظرك تافها. - لتكن قراءتك ذات طابع تمثيلي حتى تجعله فرصة للمرح والمتعة - أشركا أنت وزوجك ابنكما في حوار حول حدث أو مقال في جريدة ما. - حبذا لو تضعا القصص الجذابة المشوقة في أماكن لعبه وبجانب سرير نومه ... - من المفيد زيارة مدرسته لمحاورة معلمه فلعل مطرب الحي لا يطرب . حسن رقيق (استشاري العلاقات الأسرية)