تتجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى التعاقد مع الهولندي ديك أدفوكات، ليقود المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستحتضنها بلادنا. لم يكن تسرب خبر التعاقد مع أدفوكات مفاجئا، فقبل أن يتولى فوزي لقجع رئاسة الجامعة، كانت الأخبار تتحدث عن أن هذا المدرب مرشح لقيادة «الأسود»، وأن جهات في الجامعة على اتصال دائم به لتولي المهمة. وإذا كان لا أحد يمكن أن يشكك في كفاءة أدفوكات كواحد من أبرز المدربين، إلا أن الكثير من الأسئلة تطرح نفسها بقوة،ولعل أبرزها ما هو الهدف من كل تلك المسرحية المحبوكة المفصول، التي كان لقجع بطلا لها، من خلال محاولة إعطاء الانطباع على أن اختيار مدرب المنتخب الوطني سيتم بشكل تشاوري، من خلال إشراك المدربين واللاعبين السابقين وبعض الصحفيين؟ ولماذا كل هذا اللف والدوران، بدل الوضوح والصدق في التعامل؟ ولماذا يصر رئيس الجامعة ومن معه على أن يقدموا لنا مسرحية بلا شك لم تقنع حتى لقجع نفسه، ولماذا شرب لقجع حليب السباع وهو يردد أن أيا من الأسماء التي دفع بها بعض من أسماهم ب»السماسرة» الذين دعاهم لبيع العقار لن يتم التعاقد معها؟ ولماذا كل هذه الجلبة والضوضاء، وكأن التعاقد مع مدرب المنتخب الوطني هو كل شيء، وكأنه عندما يبدأ عمله ستتغير حارطة كرة القدم المغربية بشكل كلي، وفي لمح البصر، تماما كما كان يعتقد الرئيس السابق علي الفاسي الفهري، وهو يتعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس. في الشروط التي وضعتها الجامعة ونشرتها على موقعها الإلكتروني، سجلت جامعة لقجع أن على المدرب «أن يكون على علم بالكرة المغربية وبثقافة اللاعب المغربي»، فهل أدفوكات على علم بثقافة اللاعب المغربي والكرة المغربية، ثم ما المقصود باللاعب المغربي هل هو الممارس في البطولة أم ذلك الذي يمارس في أوربا. لقد جعلت جامعة الكرة من التعاقد مع مدرب المنتخب الوطني كل شيء، وهو أمر خاطئ، مع أن هناك الكثير من الملفات التي على الجامعة أن تعكف عليها لتمضي الكرة المغربية في الطريق الصحيح، بيد أن ما حدث في الايام الماضية يبعث على الخوف والقلق ويؤكد أن الكرة المغربية اليوم ليست في أيادي أمينة، وأنه لم يتبق لنا إلا أن نطلب أن تتجنب كرتنا المغربية مطبات جديدة، لم تعد لنا القدرة على تحملها.