لأول مرة في تاريخ المنطقة، كسر سكان كتامة جدار الخوف، وخرجوا في مسيرة حاشدة يوم الجمعة الماضي بإساكن للمطالبة برفع التهميش والحيف عن منطقتهم المعروفة وطنيا بزراعة نبتة القنب الهندي. وردد المتظاهرون الغاضبون شعارات تدعو إلى»إسقاط» الخوف وتنمية المنطقة على المستوى الاقتصادي»بعيدا عن الأحكام الجاهزة التي رسمها الناس عن كتامة» رافعين في الوقت نفسه شعارات من قبيل «الطرق والشوارع ديالنا كلها محفرة»، «الطحين في كل البلايص وعندنا 140 درهم»، «المسؤولين ديالنا كيديرو فينا مبغاو»» و»الناس بالمنطقة كلهم متابعين بتهم مجانية ومزورة». الخروج المفاجئ لسكان كتامة يأتي مباشرة بعد أن انتفضت الكثير المناطق بالريف المعروفة بزراعة القنب الهندي، حيث استمرت التعبئة للمسيرة حوالي خمسة أشهر قبل أن يقود شباب المنطقة المسيرة الأخيرة، التي كانت، حسب المحتجين، بمثابة جرس إنذار مبكر حول الأوضاع المعيشية الكارثية التي يرزح تحتها السكان، وعن الظلم الذي يتحملونه من طرف رجال السلطة بسبب التهمة المعروفة»زراعة الكيف». واستنادا إلى مصادرنا، فإن قوات الأمن حاصرت المتظاهرين وحالت دون تقدمهم، مضيفة أنه حصلت بعض المناوشات بعدما حاول عناصر الأمن استعمال القوة ضد المحتجين. وأبرز السكان أن محاصرة الشكل النضالي السلمي»ليست مفهومة تماما، وهناك من يعتقد أن مثل هذا الإجراء سيثنينا عن تصعيد أشكالنا الاحتجاجية في الأيام المقبلة». في السياق نفسه، قال شريف أدرداك، رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة الريف إن»احتجاجات سكان دائرة كتامة تدخل ضمن نطاق الحراك الشعبي الذي تعرفه منطقة صنهاجة الريف، المعروفة بزراعة الكيف، والتي تمثل ثلثي إقليمالحسيمة، فبعد احتجاجات بني احمد إمكزن ضد رئيس الجماعة سنة 2011، وأحداث الكيف ببني كميل-مسطاسة يناير 2013، والحراك الشعبي بتاركيست صيف 2013، واحتجاجات بني كميل-مسطاسة يوم الثلاثاء 15 أبريل الجاري، هاهم شباب منطقة صنهاجة اسراير الغربية التي يقطنها قرابة 100000 نسمة يخرجون للتنديد بالوضعية المزرية التي تعيشها السكان ومركز إساكن الذي يعتبر الحاضرة الوحيدة بدائرة كتامة التي تضم 7 جماعات قروية»، فاليوم-يردف أدرداك- «يمكننا القول بأن شباب المنطقة استطاعوا كسر عقدة الخوف من المخزن والتي أطرت المنطقة منذ الاستقلال، حيث عمل الأخير على استغلال ورقة زراعة الكيف من أجل ترهيب السكان وحملهم على عدم المطالبة بحقوقهم». وأردف أدرداك، الذي تعرض في الآونة الأخيرة لمجموعة من التهديدات بسبب دفاعه عن مزارعي الكيف، أن»هذا الوضع الذي يعيشه إقليمالحسيمة والذي تحكمت فيه أسباب تاريخية وإثنية واجتماعية أفرز لنا حالة فريدة من نوعها في التقسيم الترابي، فإقليمالحسيمة في الواقع مقسم لجزئين: شرقي (وهو إقليمالحسيمة الفعلي) وغربي (وهي منطقة صنهاجة الريف) تعيش فيه أغلبية مهمشة لا تحس بالانتماء لإقليمالحسيمة، بسبب الإقصاء منذ الاستقلال، من طرف سكان الجزء الشرقي، مما حذا بأغلبية السكان إلى التوجه نحو تطوان وطنجة والعرائش وفاس والدار البيضا للاستقرار».