دور طينية وغبار متطاير، يستقبل كل زائر جديد، يدر في العيون، لعله يفلح في حجب الرؤية عن باحث، أو صاحب نية في النيابة عن 8164 نسمة من سكان «إنجيل -اختارن» لإيصال صوتهم المبحوح من كثرة الوقفات الاحتجاجية والمراسلات للجهات المعنية، وكذا البيانات والتظلمات. لا طريق معبدة، ولا قنوات صرف صحي ولا طبيب ولا صيدلية كل المرافق غائبة، وإن وجدت فهي مهجورة، لن تجد من يرد على سؤالك غير عامل الحراسة الذي يرابض ليلا ونهارا ويمثل إدارة دار الشباب، وعاملة نظافة تحكم غلق الباب وترداد «ماكاينش الطبيب» في وجه المرضى. زيارة « المساء» لانجيل –اختارن زرعت الأمل في سكان يعتبرون أنفسهم منسيين وأضاءت فسحة الأمل التي فقدت، وأثارت رعبا في نفوس موظفين أشباح، هرولوا لإثبات الحضور، بينما هدفت «المساء» من زيارتها وإنجاز الربورتاج، نقل هموم 8164 نسمة من سكان القرية ورصد واقع التهميش والهشاشة واللامبالاة.. وأيضا دعوة للمسؤولين المحليين للإنصات إليهم والمسؤولين المركزيين لفتح تحقيقات معمقة ونزيهة حول مضامين الشكايات والمراسلات التي توصلوا بها، بدلا من رميها في سلة اللامبالاة ونهج سياسة القمع والتخويف في وجه كل من سولت له نفسه البوح بأنينه للإعلام خاصة. «نضحيو بالدوار مقابل محمية الإماراتيين»، «احنا منسيين» «مرض ومات»، «كايتفكرونا غير في الانتخابات»، لن نستسلم لمناورات ومخططات أعداء التنمية، مطالبنا حق مشروع ولا تراجع عنها، ولأجلها لن يفلحوا في إسكاتنا وترهيب شبابنا..... كلمات وأخرى كثيرة تحمل في طياتها ..ألم..إحساس ب»الحكرة» وأماني وآمال شباب كل حلمه التغيير والتنمية .. آمال وآلام... تطاردك أينما وليت الوجهة بين الدور الطينية المتهالكة وحتى الآيلة للسقوط، لتبوح لك بواقع القرية التي لم تستطع «البياضة» المتطايرة من حفر زقاقها أن تخبئ معالم الفقر والتهميش التي يعاني منها سكان أنجيل-اختارن. قامت « المساء» بزيارة لقرية أنجيل –اختارن وبالضبط قبيلة آيت مسعود أوعلي، إذ استقبلت من طرف السكان وذوي الحقوق بصدور رحبة ونظرات يحدوها الأمل في إيصال معاناة سكان يعيشون قساوة الطبيعة والواقع المعاش. والتقت «المساء» أيضا بعدد من شباب» أنجيل» الذين يملأ الأمل وكل الأمل نظرات عيونهم، وهم يفصحون لنا عن معاناتهم اليومية التي لم تنفع معها بلاغات ولا بيانات ولا حتى وقفات قام بها الصغير والكبير بغرض إيصال صرخة استغاثة، لعلها تجدي نفعا لتحقيق مطالب يرونها مشروعة مادامت شرطا للعيش الإنساني ولحد إنجازنا للربورتاج، لا أحد يرأف بالحال من المسؤولين والمنتخبين. اللهم الأسئلة واستفسارات السلطة التي طاردت كل من نبس بكلمة وعبر ل»المساء» عما تعانيه الأسر ب»أنجيل-اختارن». «انجيل-اختارن» تنتمي قرية أنجيل- اختارن- المشتقة من كلمة « أنجلى» وتعني باللهجة الأمازيغية، تلف وضياع- لإقليم بولمان وتشغل من حيث المساحة 1700 كلم مربع، تأسست طبقا للتقسيم الإداري سنة 1960، تبعد عن بلدية بولمان بحوالي 28 كلم، تقع على الطريق الجهوية رقم 503 والرابطة بين فاس وميدلت، تبعد عن عاصمة الإقليم حوالي 70 كلم في اتجاه الغرب. تحدها شمالا، بلدية بولمان والجماعة القروية سرغينة، وجنوبا الجماعة القروية القصابي ملوية وإقليم ميدلت، وشرقا الجماعة القروية سيدي بوطيب وغربا الجماعة القروية كيكو. تقع في منطقة الجبال المتوسطة الارتفاع والأطلس المتوسط، في منطقة منبسطة %80 من أراضيها عبارة عن سهول و 20% عبارة عن جبال، مع ارتفاع 1700 متر، ولديها مؤهلات طبيعة وموارد مائية جد مهمة ومساحة غابوية ومراعي وتربة خصبة، يبلغ مجموع السكان حوالي 8164 نسمة حسب إحصاء 2004 ويتوفر مجلسها على 13 مستشار، منهم امرأتان وتعتمد في أنشطتها الاقتصادية على الرعي والزراعة. مؤهلات جغرافية وطبيعية مهمة تزخر بها جماعة إنجيل وتضمنها أيضا المخطط الجماعي للتنمية لسنة 2011-2016، مما يؤهلها لأن تكون نموذجا في التنمية المحلية المستدامة، غير أن المسؤولين المحليين، حسب تصريحات شباب القرية ل»المساء» يريدون، بل ويصرون على أن يبقى الدوار مصنفا ضمن المغرب غير النافع، يعيش واقع التهميش والهشاشة والتخلف، وسكانه البسطاء يئنون تحت رحمة الفقر والفاقة والعوز بالرغم من أن وافدا أجنبيا حمل مشروعا استثماريا رأوا فيه بصيص أمل، سر عان ما تحول إلى مصدر حقد وصراع بين قبائل آيت مسعود أوعلي وآيت لحسن أوحدو.
التطاول على الأراضي السلالية تطاول عليها وغرس بها ما يسمى ب» رماس» كلمة رددها من التقينا هم بشكل فردي أو جماعي، ويرتبط الأمر بالملف المعروض حاليا على أنظار المحكمة والمتعلق بانتزاع عقار من الغير والمتمثلة تفاصيله في كون «م.أ» أقدم على استغلال ما مجموعه حوالي 600 هكتار، وحرث ما يزيد عن هكتارين أو ثلاثة تابعة للجماعة السلالية «آيت مسعود أوعلي أنجيل». وأكد بيان للجمعية الحرة للعمل الثقافي والاجتماعي بإنجيل، امتعاض ذوي الحقوق من عدم إدراج كافة الوثائق المتوفرة بالملف، والتي كان من شأنها حسم الملف ابتدائيا. تحفيظ الممتلكات الخاصة لقد أثارت عمليات التحديد الإداري لملك الجماعة السلالية آيت مسعود أوعلي التي سبق مباشرتها سنة 1929 أو بداية التسعينيات جدلا واسعا لتداخل هذا الوعاء العقاري مع بعض الممتلكات الخاصة، منها ملك» عشلوج» الذي يعتبر ملكا خاصا للسكان، بيد أن «عشلوج» سبق اقتناؤه بموجب وثائق رسمية ولا يدخل ضمن دائرة المطالبة الجماعية. و في السياق ذاته تقدم بعض سكان عشلوج بمطالب لتحفيظ الأملاك العقارية والرهون بصفرو وميسور، وتم رفض طلباتهم تحت ذريعة تواجد الملك داخل المنطقة الخاضعة لعملية التحديد الإداري، مذكرين السلطات الوصية على ضرورة الوفاء بالتزاماتها بشأن حل هذا المشكل في أقرب الآجال، وهو ما حدا بفعاليات حقوقية أيضا إلى رفع بيان -نتوفر على نسخة منه- تشجب فيه جل الممارسات الإدارية اللامسؤولة في تعاطيها مع ملفها المشروع، ودعوتها كافة الشركاء إلى مراجعة أسلوبهم في تدبير الملف، ضمانا لحقوق الجماعة وصيانة لمكتسباتها القانونية ودعوتها كافة الفاعلين إلى اعتبار القبيلة شريكا أول في القرار. وأيضا تفعيل التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية حول أراضي الجموع نهاية التسعينيات. صرخات ذوي الحقوق «أمانزو محمد»، يبلغ من العمر 73 سنة يقول أرض «إخاثار» ملكنا وتعود لأجدادنا، لكن فوتت للخليجين لمدة 99 سنة، ليمارسوا هواياتهم معبرا»الأرض إحنا مواليها والخليجيين مبرعين فيها وأولادنا ضايعين بلا خدمة والسلطات غالقة أفواهنا». وزاد قائلا: «لا أحد يسمع صوتنا وحتى المحمية التي حطت رحالها في أرضنا حرمتنا من تشغيل أبنائنا، بالرغم من تعدد شكاياتنا ورسائلنا إلى الجهات المعنية، ويضيف نعاني تعتيما كبيرا ولا أحد يريد الإنصات لمطالبنا المشروعة في أرضنا. وإلى جانبه «محارسي محمد» يبلغ من العمر 77 سنة و»الشادلي سعيد» 67 سنة و»امعرش محمد»، أكدوا وبصوت واحد أنهم أصحاب حق في أرضهم التي انتزعت منهم بدون وجه حق، مستغلين عدم توفرنا على لوائح تضم أسماء ذوي الحقوق لنحرم وأبناءنا من أرضنا التي هي رصيدنا الوحيد. معاناة مع النواب ! أول ما سجلناه في لقاءاتنا الفردية والجماعية مع سكان قبيلة آيت مسعود أوعلي هو استياؤهم الكبير ممن ينوبون عنهم ويمثلونهم لدى السلطات المحلية، لدرجة تحميلهم مسؤولية ضياع حقوق أبناء القبيلة وانبطاحهم للسلطات وتماهيهم معها، فيما يخدم مصالحهم الشخصية على حساب ذوي الحقوق. ووقفنا على بعض السلوكات التي يتعامل بها النواب، بخلفهم لوعود قطعوها لاستقبالنا والحجة «تلقي أوامر» وتقديم إفادتهم لنا وكذا امتناعهم مد أبناء المنطقة بكل ما يفيد ويثبت صدق معاناتهم وحقهم في الدفاع عن أراضي أجدادهم، اللهم، وبعد جهد جهيد مدهم بشكايات رفعت إلى السلطات المحلية بخصوص تظلم القبيلة من المحمية وتهميشها لأبناء المنطقة. مقلع الصباغة بسيدي عياد تعتبر قبيلة آيت مسعود استغلال مقلع لإنتاج الصباغة بالمنطقة المعروفة بالبغدادي هو تصرف غير قانوني وتدعو إلى إيقاف الأشغال به، وذلك من خلال بيان للجمعية الحرة للعمل الاجتماعي ب»أنجيل»، سيما وأن لجنة خرجت لعين المكان وثبت لديها أحقية قبيلة آيت مسعود أوعلي في استغلاله، استنادا إلى التحديد الإداري المنجز بتاريخ 1929. وتعتبر القبيلة أن لا أحد يملك صفة الترخيص بالاستغلال غيرها، مادامت ملكيتها ثابتة، وأن أي التزام قانوني في هذا الشأن باطلا ولا يلزمها. قاعة للرياضة ب12 مليون سنتيم تصل مستويات الأمية في القرية عند النساء أكثر منه بالنسبة للرجال بواقع %76.7، في المقابل تصل عند الرجال 52 % وذلك حسب ما تضمنه -المخطط الجماعي للتنمية لسنة 2011-2016 الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه. وتعد نسبة المتعلمين من الرجال أكبر بكثير من النساء، وذلك بفعل العادات القبلية التي تعيق تمدرس الفتيات، لتطرح «المساء» سؤالا عريضا لم تجد له من جواب أثناء زيارتها الميدانية ل-أنجيل اختارن-، حيث وقفت على قاعة للرياضة بمعدات تصل تكلفتها إلى 12 مليون سنتيم، خصصت لنساء القرية حتى يمارسن الرياضة في المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات الذي تغيب فيه المرافق الصحية وكذا الموظفين، حيث استقبلنا الحارس الليلي بجملة من المعاناة وحملنا شكايته التي لم تجد آذانا صاغية لحد إنجازنا للربورتا حارس المركز الاجتماعي يستنجد ويقول محمد بوركيبة، حارس المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات – الإدارة، حارس بالليل والنهار، النظافة، بمنطقة -أنجيل اختارن- في رسالة نتوفر على نسخة منها، إنه يعاني لمدة من الإقصاء والتهميش، موضحا أنه لم يتمكن من راتبه الشهري الذي لا يزيد عن 1200 درهم، وكذا التعويض عن جميع مستحقاته منذ إحداث المركز الاجتماعي المتعدد الاختصاصات، الذي أنشئ في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنة 2007. وأشار بوركيبة، الحاصل على الباكالوريا والذي يعيل أسرة يتيمة تتكون من أربعة أفراد أن كل المراسلات التي وجهها إلى الجهات المعنية لم يتم أخذها بعين الاعتبار. كما أشار بوركيبة إلى أن كل المراسلات لم تفض إلى إيجاد حل لوضعيته، التي أوضح أن المسؤول عنها هي الجماعة، التي بموجب اتفاق بينها وبين العمالة، تفرض على الجماعة تحمل مصاريف الماء والكهرباء وأجرة الحارس. وأثناء زيارتنا تنبهنا إلى أن قاعة الرياضة أقيمت بدلا من تعاونية «تاغشت» للنسيج التقليدي، التي أقبرت ولم يعد من وجود لها غير اسمها على بوابة القاعة، مما يجعل النسوة يمتهن حرفا تقليدية وخاصة منها التي تعتمد على «الحلفاء» وكذا الحنبل والزرابي والتي تنتجها النساء لتلبية حاجياتهن الأسرية في غياب التسويق. العطش والماء غير الصالح للشرب بالرغم من أن قرية «أنجيل- اختارن» تتوفر على فرشة مائية جوفية وسطحية غنية، فإن سكانها يعانون من العطش خلال فصل الصيف، وكذا انعدام جودة الماء الصالح للشرب، نتيجة عدم توفر الجماعة على هيكلة لجمع ودفن النفايات الصلبة، مما يؤثر على جودة المياه الجوفية. أما فيما يتعلق بالتطهير السائل، فإن 1.5 % من السكان فقط هم الذين تم ربطهم بالشبكة العمومية و20.7 % يستعملون الحفر في الصرف الصحي، أما الباقي منهم حوالي 70.6 %غير مرتبط بالشبكة أو أنها تقليدية لا تستجيب للشروط الصحية، وتعتبر النفايات الصلبة العائق الرئيس للجماعة. التلاعب بالشعير المدعم يعيش سكان جماعة -أنجيل اختارن- بإقليم بولمان على تربية المواشي بالأساس، وعلى القليل من الفلاحة، لذلك ظلوا يستفيدون من مادة الشعير المدعم الذي يتخذ كعلف لمواشيهم، ورغم وجود جمعيات محلية، يمكن أن تسهل عملية توصيل وتوزيع هذا العلف بشفافية وعدل بين المستفيدين، إلا أن التلاعب في هذه المادة يبلغ في غالب الأحيان ذروته ليباع الشعير بدل 5 دراهم للكيلو ب6 دراهم للكيلو، بدعوى ارتفاع تكلفة المواصلات. حقوق ومطالب على بساطتها يثيرها سكان القرية وتعلي من صوتهم متخذين من الشكايات والرسائل والوقفات سبيلهم، وأيضا من الإرادة وسيلتها بهدف إماطة اللثام وفضح التهميش والإقصاء الذي يطال سكان قرية -أنجيل اختارن-. المركز الصحي.. الطبيب الحاضر الغائب صادفت زيارتنا للمركز الصحي الجماعي بإنجيل تجمع عدد من المواطنين منهم الشيوخ والأطفال الذين لم يؤخروا جوابا لأسئلتنا عن معاناتهم البادية على وجوههم، جراء تعبهم من دق باب المركز في انتظار حضور الطبيب أو الممرضة التي لم تلتحق إلا في منتصف النهار وغياب الطبيب الرئيسي الدائم. دخلنا المركز في غفلة من عاملة النظافة التي بدورها تقوم بكل شيء، فالأدوية مبعثرة هنا وهناك والمكاتب فارغة إلا من لائحة الوزارة الشهرية المنظمة للمداومة مابين الممرضين والأطباء. علما أن تقرير المخطط الجماعي يقر بالخصاص الحاصل في الأطر الطبية والذي يتجلى في وجود طبيب واحد لكل 8164 نسمة بخلاف ما هو منصوص عليه وطنيا بضرورة توفر طبيب واحد لكل 1441 نسمة. فماذا سيقع لو أن الطبيب لا يأتي إلى المركز الصحي حسب إفادة السكان وكذا المعاينة إلا مرة كل 15 يوما، حيث يقطن بمدينة الرباط ، مما جعل أحد الآباء الذي كان يحمل ابنته بين يديه بينما حرارتها مرتفعة لثلاث أيام خلت ولم يجد من يسعفها يعبر بالقول الذي يحمل المرارة أقرب منها إلى الهزل بأنه «خاصنا نقولو للمرض ماتجي حتى يكون الطبيب والممرضة في المركز « ويضيف أحدهم بأن المركز «عندنا وما عندنا» حيث يضطر غالبيتنا إلى نقل أحد أفراد أسرته في حالة تعرضه لعضة كلب أو لسعة عقرب أو ثعبان وعلى حسابه الخاص إلى مستشفى مدينة ميسور مقر عمالة إقليم بولمان، والذي يبعد عن الجماعة القروية بإنجيل بحوالي 85 كلم، وتحمل مصاريف شراء الدواء والحقن المضادة للسعار والتي لا يتوفر المركز الصحي بإنجيل إلا على لافتات تؤكد جدواها وتحذر من مخاطر عدم حقنها للمصاب، وفي جعبة السكان قصص وحكايا مأساوية لأطفال، راحو ضحية عضة كلب ضال. محمية الحباري وشقاق القبائل على مشارف قرية انجيل تطالعك أسلاك حديدية تحيط بمساحات شاسعة، أقيمت عليها محمية لحماية طائر الحباري من الانقراض، التابعة لمركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية. وتبلغ مساحة المحمية المتواجدة على الأراضي السلالية محط نزاع قبيلتي آيت مسعود أوعلي انجي وآيت لحسن حوالي 1600 هكتار. وعادة ما تستغل هذه المحميات لإقامة الأثرياء الخليجيين أثناء عطلهم الخاصة بالمغرب، وكذلك ممارسة هوايتهم في صيد طائر الحباري، والذي غالبا ما يتم صيده ليلا، وتشغل كل محمية، بصفة مباشرة، حوالي 200 إلى 300 عامل وعاملة مغربية. غير أن المحمية التي اتخذت من الأراضي السلالية التابعة لقرية إنجيل مكانا لتربية طائر الحباري، تسببت في شقاق واحتقان بين شباب القبيلتين، آيت مسعود أوعلي وآيت لحسن، لكون هذه الأخيرة استفادت بتشغيل أبنائها بينما أقصي أبناء القبيلة الأولى، بالرغم من أن المحمية أقيمت على ثلثي الأراضي، وهي تعود في ملكيتها لقبيلة آيت مسعود، بينما ثلث الأراضي فقط يعود لقبيلة آيت لحسن، وذلك حسب ما تضمنه بيان للجمعية الحرة للعمل الثقافي والاجتماعي ب»أنجيل» وكذا جمعية عشلوج للتنمية الاقتصادية والثقافية والرياضية والبيئية، والذي أفاد أيضا بأن شباب قبيلة آيت لحسن استفادوا من العمل في المحمية، بينما يطرد منها أبناء قبيلة آيت مسعود الذين تقام المحمية على ثلثي أراضيهم، وتم تهميشهم من قبل السلطات المحلية وإقصائهم من الاتفاقية المبرمة بين المسؤولين على محمية الحباري والسلطات المحلية لأنجيل. وهذا لا يعني أن جميع المنتمين للأراضي السلالية التي أنشئت عليها المحمية استفادوا من العمل بالمحمية، إذ تتوفر «المساء» على نسخة من شكاية رفعتها باعا رقية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان -فرع بولمان- وتتعلق بعدم احترام المسؤولين بالمحمية للشروط الواردة في الاتفاقية التي أعقبت كراء أرض تابعة للجماعة السلالية لإنجيل آيت لحسن، مساحتها 1033 هكتارا، بتشغيل عمال من أبناء الجماعة السلالية دون غيرهم، إذ تقول رقية في شكايتها بكونها اشتغلت لسنتين بالمحمية في تغذية الطائر لتفاجأ بحرمانها من العمل بعد صدور اللائحة الرسمية برسم 2014 -2015. وتفرض الاتفاقية المبرمة بين السلطات المحلية ونواب الجماعة السلالية وصاحب المشروع تشغيل جل أبناء الأراضي السلالية وكذا الاقتصار على عامل واحد من كل أسرة، وكذا مسطرة التشغيل تتم بوضع لائحة من قبل نواب الجماعة في آخر كل سنة تسلم إلى السلطات المحلية للاطلاع عليها، أخذا بعين الاعتبار عدد العمال المطلوب من المركز، قبل دراسة اللائحة مع جمعية النواب لتسلم بعدها إلى إدارة المحمية التي يتعين عليها احترام مضمونها. وصرح إبراهيم أمعرش (رئيس الجمعية الحرة للعمل الاجتماعي والثقافي بإنجيل) في الخصوص ذاته ل»المساء» بأن المحمية يشتغل بها أشخاص لا ينتمون إلى الجماعة السلالية ولا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد، بل وهناك تشغيل لأكثر من فرد من بعض الأسر المحظوظة، وعدم تشغيل أي فرد من أسر يتم تجاهلها، مشيرا إلى أن تدبير ملف محمية الإمارات شابته عدة خروقات أدت إلى خلق صراعات بين القبائل، على مستوى التحديد الإداري بين قبيلتي اختارن وآيت لحسن، مما حدا بجمعيات حقوقية حسب بيان تتوفر « المساء» على نسخة منه أن ترفع الخلاف إلى مجلس الوصاية، حيث أنجزت لجنة مختصة للنظر في ذلك، وتمت إحالة الملف على عمالة ميسور قبل أن يتم إقباره حسب ما تضمنه البيان نفسه. إن مقاربة كهذه لا يمكنها إلا أن تنتج واقعا ريعيا بامتياز لأهل المنطقة للدخول في نزاعات لا متناهية قد تعصف في نهاية المطاف بالأمن والسلم الاجتماعيين، يقول عمر بويدرى الكاتب العام لجمعية عشلوج للتنمية الاقتصادية والثقافية والرياضية بإنجيل في الأمر ذاته ل»المساء» وخاصة أنه من بين المستفيدين من العمل في المحمية يحملون صفة «أعوان سلطة» وغرباء عن الجماعة السلالية من امتيازات التشغيل الموسمي بمركز تربية طائر الحباري، بينما يتم إقصاء أبناء قبيلة آيت مسعود أوعلي بشكل جذري، بالرغم من أن المحمية تقام على أراضيهم السلالية، مطالبا بوضع حد للفوضى والإقصاء الذي يهم أبناء القبيلة لحساب تشغيل آخرين غرباء. وبيأس يختم إبراهيم أمعرش أثناء لقائه ب»المساء»إن الاستثمار في أراضي الجموع في قرية «إنجيل» لم يحقق آمال السكان في التنمية المحلية ومحاربة البطالة وتأهيل البنية التحتية وخلق تنافسية المجال ودعم القدرة الاقتصادية لذوي الحقوق، وإنما خلق احتقانا وصراعا قبليا لا غير.