بعد أشهر من «الهدنة»، عادت عدد من الأسر التي تقطن بعمارة «برنار» الشهيرة بوسط مدينة مكناس، إلى الاحتجاج لمطالبة السلطات المحلية بالإسراع بإخراج نتائج خبرة وعدت بالقيام بها، قبل اتخاذ قرار السماح بالعودة للقاطنين إلى بيوتهم بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تتبع البناية لانحباسها، وهو التنسيق الذي يجري بشكل بطيء بسبب تماطل الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمركب التجاري الذي تسببت أشغاله غير المدروسة بدقة، طبقا للمعايير، في انهيار سقف البناية. وقالت مصادر من السكان إن السلطات المحلية وعدت الأسر المتضررة من انهيار سقف هذه العمارة التي تصنف ضمن البنايات التاريخية بالعاصمة الإسماعيلية بإيجاد مخرج ل»محنتها» في غضون ستة أشهر التي تلت حادث الانهيار الذي يعود إلى منتصف شهر نونبر من السنة الماضية. وقررت السلطات تقديم دعم للأسر المتضررة من هذا الحادث، بعدما قرر المتضررون الخروج إلى الشارع للمطالبة بإيجاد تسوية ل»تشرد» يواجهونه نتيجة هذا الانهيار. واقترحت ولاية الجهة، بحسب بيان صادر عن بعض الأسر المتضررة، توزيع مبالغ مالية على القاطنين كمساعدة لكراء سكن بديل إلى حين إصلاح العمارة. وقال بعض المتضررين إنهم رفضوا تسلم هذه المبالغ لأنها اشترطت بعدم الاحتجاج إلى حين إيجاد حل لمشكل السقف المنهار، وظهور نتائج الخبرة التقنية والتي كان من المنتظر أن تعلن السلطات عنها في شهر يناير الماضي. وتشتكي أسر العمارة، حسب الوقفة الاحتجاجية الني نظمتها نهاية الأسبوع الماضي، من تأخر أشغال الإصلاح، وتعرض منازلهم لعوامل «التعرية الطبيعية والبشرية»، فيما يعيش التجار أصحاب المحلات في العمارة أزمة اجتماعية خانقة بسبب إغلاق محلاتهم التجارية، بعد حادث الانهيار. وتعود ملابسات الانهيار إلى أشغال بدأتها إحدى الواجهات التجارية (أسيما) لفتح مركب تجاري لها في بهو بالعمارة ظل مغلقا لسنوات بعدما أخلته إحدى الشركات الخاصة. ويورد السكان بأن ارتكاب أخطاء تقنية أثناء عمليات إصلاح قامت بها هذه الشركة أدى إلى انهيار سقف العمارة. ولم يخلف الحادث الذي استنفر حينها السلطات المحلية أي خسائر في الأرواح، لكنه مع ذلك شرد الأسر القاطنة بالعمارة، ومعها تجار العمارة وأصحاب المكاتب بها. وينتقد السكان عدم اتخاذ الشركات التي كانت تقوم بأشغال الإصلاح أي إجراءات تقنية وقائية، خاصة وأن الأمر يتعلق بعمارة تاريخية، وآهلة بالسكان، ما يستدعي الحصول على رخصة «المتانة». ودخل سكان العمارة في احتجاجات للمطالبة بالحق في العودة إلى مساكنها، عبر تسريع وتيرة الإصلاحات، خاصة وأن عددا من هذه الأسر أصبحت تعيش في العراء، بحسب تصريحاتها، وهي التي كانت تقطن في هذه العمارة منذ عقود طويلة، وهناك من الأسر المتضررة من يشير إلى أنه اكترى الشقة التي يقطنها من صاحب العمارة نفسه «هنري برنار» يعود بناؤها إلى سنة 1929 ، قبل أن تؤول البناية إلى ملكية الأحباس في سنة 1976.