أكد سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، أن الطائفة اليهودية المغربية متراصة بقدرتها على الاندماج في الحياة الوطنية، ووفائها لرسائل التسامح والحداثة التي تميز الاستثناء المغربي. وأضاف بيرديغو، في كلمة له في ختام الأيام اليهودية المغربية التي نظمت بباريس في الأسبوع الماضي، أن هذه الطائفة متراصة باستمراريتها وبقائها في وطنها وحفاظها على ماضيها وقدرتها على الاندماج في الحياة الوطنية وإعادة بناء مؤسساتها، وفتح آفاق المستقبل، مذكرا بأن هذا الوفاء وهذا الانتماء عكسهما دستور يوليوز 2011 الذي أدمج المكون اليهودي في تحديد الهوية الوطنية. وأكد على أهمية هذا الموضوع الذي يتيح التأكيد على مركزية الطائفة اليهودية التي تعيش بالمغرب وتسليط الضوء على جسامة المهام التي تضطلع بها منذ سنوات السبعينيات على الرغم من انخفاض أعدادها. وأضاف بيرديغو أن بإمكان المغرب الاعتماد على هذا الوفاء الفاعل وعلى مواهب الطائفة اليهودية المغربية عبر العالم، مبرزا أن هذه الطائفة المتجذرة في أصولها ساهمت في تمتين وجمع شتات اليهود المغاربة وشكلت بالتالي صلة وصل وجسرا وعنصرا للانفتاح والحوار من أجل السلام. وحسب بيرديغو فإن من شأن هذا الغنى تعبيد طرق المستقبل بالنسبة للمغرب ولليهود المغاربة في عالم معولم وممزق. وتميز حفل الاختتام بعرض الشريط الوثائقي «ياحسرة دوك ليام» وهو من إنتاج سيرج ومارك بيرديغو انطلاقا من أفلام صورت قبل أزيد من ستين سنة من طرف أرون زيد شولمان بعدد من مناطق المغرب. وينبش الشريط الذي واكبته موسيقى يهودية مغربية في صفحات تاريخية وفضاءات لعيش اليهود المغاربة. ويسافر الشريط بالمشاهد إلى سنوات الخمسينيات، عبر مشاهد من الحياة اليومية لليهود المغاربة (حفلات وعادات وتقاليد وطبخ ومزارات). ويبرز الشريط كثافة وتنوع أسلوب عيش اليهود المغاربة من الأطلس الكبير إلى مراكش وفاس ومكناس ووزان وصفرو وتطوان ودبدو، كما يقدم نظرة مفعمة بمشاعر عاطفية عن حياة طائفة في فترة حاسمة من تاريخ المغرب. وتضمن برنامج هذه الأيام على الخصوص لقاءات وموائد مستديرة ومعارض حول تاريخ اليهودية بالمغرب، وعرض أشرطة وتنظيم حفلات موسيقية. وأعلن في ختام هذه التظاهرة عن الدورة السابعة لأيام اليهودية المغربية بمراكش سنة 2015.