كشفت مصادر حزبية أن تخوفا كبيرا يسود داخل الفرق النيابية لأحزاب الأغلبية، من مقاطعة نوابها لجلسة انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب المقرر عقدها بعد افتتاح الدورة الربيعية، وهو ما قد يؤثر على عدد الأصوات التي ستعود إلى مرشحها التجمعي رشيد الطالبي العلمي. وحسب مصادر «المساء»، فإن قيادات فرق الأغلبية في مجلس النواب متخوفة من أن يتغيب عدد من برلمانيي حزب التجمع الوطني للأحرار عن جلسة انتخاب هياكل الغرفة الأولى، مشيرة إلى أن انقسام الفريق النيابي لحزب التجمع بين مؤيد لمصطفى المنصوري، الرئيس السابق للبرلمان، ومؤيد للعلمي، قد يجعل منصب رئاسة المجلس يضيع من أيدي أغلبية عبد الإله بنكيران أمام معارضة تحاول التنسيق فيما بينها لإحراجها أثناء عملية التصويت. وخيم التخوف من عدم حضور برلمانيي حزب التجمع جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، على اجتماع رؤساء الفرق النيابية للأغلبية، مساء أول أمس الثلاثاء، الذي خصص للتشاور حول هيكلة مجلس النواب، حيث تم الاتفاق على تعبئة كبيرة لنوابهم. وحسب مصادر حضرت الاجتماع التشاوري للفرق النيابية لأغلبية بنكيران، فقد كان لافتا حرص قيادة الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية على ترؤس لجنة المالية بمجلس النواب، التي يترأسها حاليا سعيد خيرون. من جهة أخرى، علمت «المساء» أن برلمانيي حزب رئيس الحكومة سيعقد لقاء موسعا يومي الجمعة والسبت المقبلين، حيث سيتم انتخاب هياكله الداخلية وممثليه في مكتب مجلس النواب وسط توقعات بعدم حصول أي تغييرات كبيرة، إذ سيظل عبد الله بوانو محافظا على منصبه كرئيس للفريق. إلى ذلك قام أعضاء مكتب مجلس النواب المنتمين إلى الأغلبية بإجهاض محاولة رئيس المجلس كريم غلاب إصدار بيان استنكاري تضامني مع زميله في حزب الاستقلال عبد الله البقالي ضدّ عضو حكومة عبد الإله بنكيران وزير الشؤون العامة والحكامة محمد الوفا. وفي الوقت الذي دافع غلاب في آخر اجتماع للمكتب، أول أمس، عن مقترحه القاضي بإصدار بيان ضد تصريحات الوفا بخصوص الخلاف الذي نشب بينه وبين البرلماني الاستقلالي البقالي، لم يجد من يسانده في هذا الطرح من داخل المكتب سوى ممثلة فريق الأصالة والمعاصرة خديجة الرويسي. فيما تراوحت مواقف ممثلي باقي الفريق بين رافض من الناحية المبدئية، على اعتبار أن ما وقع هو تراشق إعلامي وقع خارج مؤسسة البرلمان، وبين متحفّظ على الزج بالمكتب في الصراعات السياسية الجانبية وإغفال القضايا الأساسية. وذكرت مصادر «المساء» أن حالة من الاحتقان سادت خلال الاجتماع المذكور بين غلاب وممثلي العدالة والتنمية بالمكتب كادت تعصف بأشغال الاجتماع بعد فشل غلاب في تمرير مقترحه على بعد أيام من تجديد هياكل المجلس بعد افتتاح دورة أبريل. وكان الوزير الاستقلالي الوفا قد استجاب للتحدّي الذي رفعه في وجهه البقالي، الذي طالبه بنشر ممتلكاته، لينتقل الجدل بعد ذلك إلى لجنة الثقافة والتعليم والاتصال بمجلس النواب، حيث أصر البقالي على أن يعبّر النواب البرلمانيون عن تضامنهم معه في صراعه مع الوزير الوفا، واعتبر تصريحات هذا الأخير هجوما غير مسبوق، واتّهمه بالتشهير والمس بعرض زوجته. عادل نجدي-الحسن أهل أغراس