فجرت شكاية وجهتها نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، صباح أمس، فضيحة مدوية بعد الكشف عن هتك عرض عشرات الطفلات القاصرات، واستغلالهن في طقوس جنس جماعي من قبل مدير مؤسسة تعليمية تقع وسط الرباط. وتضمنت الشكاية معطيات صادمة حول تفاصيل الاعتداءات الجنسية، التي طالت طفلات صغيرات، إما يتيمات أو متخلى عنهن، ممن يتابعن دراستهن بمستويات متباينة، ما بين المستوى الرابع والسادس ابتدائي، بعد أن أجبرن على الرضوخ لممارسات شاذة، تمت بشكل جماعي أو بشكل فردي، داخل مكتب المدير، وفي بعض الفصول الدراسية، علما أن الاعتداءات الجنسية طالت أيضا تلميذات من خارج الخيرية، وهو ما يرجح أن عدد الضحايا يقدر بالعشرات. وكشفت نجية أديب أنها استمعت إلى بعض ضحايا هذه الفضيحة، حيث قامت 12 طفلة بتقديم إفادات حول الممارسات التي كانت تتم داخل المؤسسة التعليمية، بمساعدة إحدى العاملات بها، والتي كانت حسب تصريحات الضحايا تقوم بإيفادهن في أوقات معينة، وبمبررات واهية، إلى مكتب المدير، الذي لم يتردد حسب تصريحات الضحايا في تمزيق ثيابهن الداخلية في عدد من الاعتداءات التي تمت، وهو ما دفع إحدى ضحاياه إلى عضه في يده من أجل التخلص من قبضته، فيما أكدت أخرى أنها حاولت في مرة تخليص زميلة لها قام بالاعتداء عليها جنسيا أمامها، قبل أن يحين دورها وتتعرض لهتك العرض. وقدمت إحدى الضحايا معلومات صادمة عن وجود ضحايا من خارج الخيرية، ومنهن ضحية يتم استغلالها كراقصة لتأثيث ممارسات جنسية يتم فيها الجمع بين عدد من الطفلات اللاتي يتم الاعتداء عليهن بشكل شاذ. وأكدت الشكاية الموجهة للوكيل العام للملك أن المسؤول التربوي كان يهدد ضحاياه بمنحهن نقطا موجبة للرسوب في حالة إفشاء ما يقع بالمؤسسة، قبل أن تنكشف هذه الفضيحة بعد أن تجرأت ضحية تبلغ من العمر 11 سنة على الكلام، بعد إصابتها بعقدة نفسية جعلتها تعجز عن النطق بشكل سليم، لتفصح للمسؤولين عن الخيرية عن الفضائح التي تتم داخل المدرسة، ما جعل المسؤولين عن الخيرية يتقدمون بشكاية إلى وكيل الملك، وهي الشكاية التي لم يتم التفاعل معها، قبل أن يتم ربط الاتصال بجمعية «ما تقيش ولادي» التي دخلت على خط هذا الملف، وقامت بالانتقال إلى مقر الخيرية وتوثيق شهادات الضحايا، في أفق فتح تحقيق والتأكد من صحة الاتهامات الموجهة لمدير المؤسسة التعليمية. والتمست الشكاية التي قدمتها الجمعية بشأن هتك عرض قاصرات بالعنف، وتعريضهن لممارسات «بورنوغرافية»، إجراء بحث في النازلة والاستماع إلى الضحايا، وكل من له علاقة بهذا الفعل الإجرامي المفترض، بمن فيهم مدير المؤسسة ومعلمة صرح الضحايا بأنها كانت تقدم له المساعدة، كما التمست الشكاية الاستماع إلى رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، والمسؤولين عن الخيرية لتقديم شهادتهم في الموضوع.