كشفت دراسة علمية حول التأثيرات البيئية لاستعمال المبيدات في القطاع الفلاحي بمنطقة الغرب الشراردة بني احسن عن معطيات خطيرة بشأن التأثيرات المحتملة على صحة الإنسان، بعدما أبانت التحليلات التي أجراها فريق البحث عن ارتفاع نسبة استعمال بعض المواد الكيميائية، مقارنة مع النسبة المسموح بها من طرف منظمة الصحة العالمية، ومنظمة التغذية والزراعة. وأوضح محمد الفخاوي، الأستاذ الباحث بالمعهد العلمي في الرباط، في عرض قدمه أمام الصحافيين المشاركين في دورة تدريبية حول «النظم الإيكولوجية والتدبير المستدام للموارد المائية»، نظمت من طرف «الصندوق العالمي للطبيعة»، يوم السبت الماضي في الرباط، أن التحليلات التي تم إجراؤها في إطار هذه الدراسة، أبانت أن بعض المبيدات التي يتم استعمالها يمكن أن تتسبب في أمراض كبدية، وتسممات تصيب الجهاز العصبي. وأظهرت خلاصات الدراسة، التي أخذت من منطقة الغرب نموذجا، أن تحليل المعطيات المتوفرة أوضح بجلاء أن النقطة الأكثر تعرضا للتلوث بالمبيدات هي المنطقة الساحلية، وبشكل أدق، المياه الجوفية للمنطقة الساحلية، التي يتم استعمالها للسقي، وأيضا كمياه للشرب، وذلك بسبب تسرب كميات مهمة من المبيدات إلى أعماق الأراضي الفلاحية، وبالتالي تلويث المياه الجوفية. وحسب الدراسة ذاتها، فإن حوالي 40 ألفا و950 هكتارا من الأراضي الفلاحية بمنطقة الغرب هي الأكثر عرضة للتلوث بسبب الاستعمال المكثف للأسمدة والمبيدات، بما يقدر ب12.41% من المساحة المدروسة، بشكل يعرض المياه الجوفية التي تستعمل في السقي للتلوث. وأوضح المتحدث ذاته أن الكمية الإجمالية للمبيدات المستعملة تصل إلى 570 طنا في مساحة تقدر ب35 ألف هكتار على مستوى المنطقة الساحلية، بما يعادل 16.3 كلغ للهكتار الواحد، حيث تم تقدير حجم المبيدات التي يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية في المنطقة الساحلية لجهة الغرب بحوالي 2.85 طنا. وأوضحت المعطيات ذاتها أنه على الرغم من الآثار الملوثة التي يمكن أن تحتوي عليها بعض المنتجات القادمة من المنطقة الساحلية، إلا أنها لا تشكل خطرا فوريا كبيرا على الصحة العمومية، غير أن تأثيرات التراكم الحيوي يمكن أن تشكل خطرا على صحة الإنسان على المدى البعيد.