فجرت قضية اعتقال مبحوث عنه، يلقب ب»سبع الغابة»، ليلة الجمعة المنصرم، من طرف مصالح الأمن الولائي بالقنيطرة، حقائق مثيرة، كشفت عنها التحقيقات التي أجرتها معه عناصر الشرطة القضائية خلال مرحلة البحث التمهيدي، التي أفضت إلى رفع الغموض عن سلسلة من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والاعتداء على المواطنين، لم تستطع الأجهزة الأمنية تحديد مقترفها. فبعد ساعات طويلة من الاستنطاق، أنهكت المحققين الأمنيين، خر المتهم «إ ب»، 42 سنة، معترفا بسلسة من الجرائم المروعة التي هزت منطقة الغرب، التي يتحدر منها، وأبانت تصريحاته المدونة في محاضر الاستماع إليه، أن المآسي التي تسبب فيها، لم تقتصر على أبناء جلدته من عموم الناس، بل طالت حتى ابنته وزوجته التي اختفت عن الأنظار منذ سنة 2006، وبالرغم من الأبحاث التي قامت بها مصالح الدرك الملكي آنذاك، إلا أن مصير الزوجة لم يكشف، إلا بعد مرور ثمان سنوات، بعدما شرع الظنين في الكشف عن تفاصيل جريمة قتله لزوجته «ف ب» ودفنها بإحدى الغابات المجاورة لأحواز القنيطرة. هذه الاعترافات الصادمة، دفعت عبد الحق بوزرزار، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، إلى الانتقال بمعية عناصره وفرقة الشرطة التقنية والعلمية إلى غابة بدوار «الدواغر»، حيث دفن الظنين جثة زوجته، وبعد بحث دام أزيد من 6 ساعات، تمكن المحققون من العثور على مكان دفن الجثة، فتكفلت عناصر مسرح الجريمة باستخراجها، وإخضاعها للمعاينة الأولية، التي أثبتت أن الجثة تعود فعلا لزوجة المتهم الذي وضع رهن الحراسة النظرية. ولم تخل هذه التحريات من مفاجآت أماطت اللثام عن مجموعة من الجرائم التي ظلت غامضة، بينها عملية الاختطاف والاحتجاز والاغتصاب التي تعرضت لها «خ. ر»، عضو بالكتابة الجهوية لمنظمة نسائية محسوبة على حزب معارض، إذ أشارت التحقيقات إلى أن ما أدلت به هذه الأخيرة للأمن من تفاصيل تخص الاعتداء الذي أصابها غير صحيح، وأن تصريحاتها في هذا الشأن كانت مجرد ادعاءات لإخفاء علاقتها غير المشروعة مع المتهم وتورطها معه في سلسلة من عمليات السرقة والنصب على المواطنين، وهي المستجدات التي سرعت باعتقالها. وبما أن المشتبه فيه، كان موضوع عدة مذكرات بحث في قضايا أخرى، فإن التحقيقات الأمنية لم تقف عند هذا الحد، بل تواصلت في اتجاه تعميق البحث مع المعني بالأمر، الذي تمت محاصرته بمجموعة من المعطيات والوقائع، لم يجد بدا من الاعتراف بالوقوف وراءها، منها تورطه في 5 عمليات اغتصاب تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وتنفيذ ما يقارب 100 عملية سطو طالت السيارات المحملة بالمخدرات، وارتكابه مجموعة من الجرائم المتعلقة بمحاولة القتل والضرب والجرح البليغين بالسلاح الأبيض والاختطاف والاحتجاز والنصب. وجاء اعتقال وحش الغابة ب»الحي الجديد» بالقنيطرة، بجهود مشتركة بين جميع مصالح الأمن الولائي، بما فيها عناصر الدائرة الأمنية الثامنة، بعد مقاومة شرسة من طرفه، استعمل خلالها سيفا كبيرا في مواجهة الشرطة، التي تحركت لإيقافه بعد تلقيها عشرات الشكايات من مواطنات ومواطنين تعرضوا للاختطاف والاحتجاز والاغتصاب والضرب والجرح الخطيرين داخل الغابات المجاورة لعاصمة الغرب، وأجمع المشتكون في تصريحاتهم أمام الضابطة القضائية على أن المعني بالأمر، بمعية مساعديه، يقوم بتقمص حرفة النقل السري بواسطة سيارته الشخصية، وبعد ذلك يقوم باقتياد ضحاياه ليلا إلى الحزام الغابوي المحيط بالمدينة، حيث يكبلهم ويعرضهم للضرب والجرح والاغتصاب، ويسلبهم ما بحوزتهم من أموال.