ساعة في الجحيم عاشها طاقم فريق الوداد البيضاوي، مساء أول أمس الخميس، بعد أن اقتحم نحو 400 من الأشخاص الملثمين والمدججين بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء مركب محمد بنجلون قبل انطلاق الحصة التدريبية التي كان الفريق ينوي القيام بها استعدادا لمباراته أمام أولمبيك آسفي. هذا الاعتداء الشنيع استمر لمدة 20 دقيقة، تم فيها الاعتداء على لاعبي الوداد وعلى المدرب مصطفى الشريف، الذي طرح أرضا وأشهرت في وجهه السكاكين، كما تم تكسير واجهات سيارات الطاقم واللاعبين وسُرقت هواتفهم النقالة، وتم تهشيم زجاج مستودعات الملابس وإتلاف مجموعة من المرافق، وذلك في غياب تام لرجال الأمن. ما حدث في الدارالبيضاء، وما وقع مباشرة بعد ذلك بفاس، حيث تم الاعتداء، كذلك، على لاعبي وداد فاس، يطرح أكثر من علامة استفهام، فكيف يمكن لأكثر من 400 شخص مدججين بالأسلحة البيضاء أن يتنقلوا بشكل جماعي في «الهوندات» و«التريبورطورات» ويقتحموا ملعبا، لم يكن على بابه ولو شرطي واحد، دون أن يأخذ رجال الأمن علما بذلك؟ وأين هي الأجهزة والفرق الأمنية التي كان من المفروض أن تتابع كل كبيرة وصغيرة في شوارع مدن كبرى بحجم الدارالبيضاءوفاس؟ هي فوضى، إذن، أصبحت تسائل بشدة الساهرين على الأمن في بلادنا، فالاعتداءات التي تعرض لها اللاعبون، والتي يتعرض لها المواطنون صباح مساء في الشارع العام، بدأت تأخذ في الآونة الأخيرة طابعا منظما، مما يفرض إبداع نموذج جديد ومتقدم لشرطة تكون قريبة ومواطنة وفعالة بعيدا عن الأنماط الكلاسيكية لعمل القوة العمومية التي أثبتت فشلها.