أقر المدرب فوزي البنزرتي بأنه لم يجد بعد تفسيرا لظاهرة إهدار الفرص الواضحة، من طرف لاعبي فريق الرجاء، الأمر الذي تسبب بحسب المدرب التونسي في التأثير سلبا على نفسية اللاعبين، خصوصا في ظل ضيق الحيز الزمني الناجم عن توالي المباريات، مما شكل عائقا حقيقيا للفريق «الأخضر»، فضلا عن غياب النجاعة،مضيفا: « على اللاعبين التحلي بالواقعية والجدية اللازمتين خلال المباريات وعليهم أن يدركوا جيدا بأن كرة القدم لا تقتصر فقط على الفنيات الفردية». وحول إمكانية مغادرته لفريق الرجاء البيضاوي من عدمها على خلفية تدني نتائج الأخير ومغادرته المبكرة لمنافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وهو الرهان الأول الذي كان تعاقد معه المكتب المسير للفريق «الأخضر» من أجله وفشل في تحقيقه أجاب البنزرتي قائلا: « كما ترون أنا الآن لا زلت موجودا بينكم لكن في حال توالت النتائج السلبية فإني أعتبر بأن المغادرة ستكون طبيعية، الأهم بالنسبة لي أنني أعتبر بأن كرة القدم بمثابة شغف و متعة شخصية». وكان محسن متولي عميد الرجاء قاد الأخير لانتزاع فوز صعب (1/0)، على ضيفه أولمبيك خريبكة خلال الأنفاس الأخيرة من المباراة التي جمعت بينهما عشية أول أمس الأربعاء، بالمركب الرياضي محمد الخامس لحساب مؤجل الجولة 16 من البطولة «الاحترافية» والتي قادها الحكم سمير الكزاز. وأرخت الهزيمة الأخيرة للفريق «الأخضر» أمام ضيفه حوريا كوناكري الغيني، وبالتالي الإقصاء من الدور 32 لعصبة الأبطال الإفريقية، بظلالها على أجواء المباراة، إذ لم يتعد عدد أفراد من تابع المباراة 1640 متفرجا فقط، بينما لم تتجاوز المداخيل في سابقة هي الأولى من نوعها سقف 42 ألف درهم، بعدما قررت الفصائل المساندة لفريق الرجاء ( إلترا غرين بويز وإلترا إغلز وإلترا درب السلطان) مقاطعة ما تبقى من مباريات حامل لقب الموسم الماضي، إذ شهدت مباراة عشية أول أمس الأربعاء عزوفا جماهيريا غير مسبوق، و بدت مدرجات «المكانة» فارغة تماما واكتفت الجمهور الذي تابع المباراة على مضض منذ ولج اللاعبون أرضية الملعب لمباشرة الحركات التسخينية، بتوجيه عبارات السب والقذف اللاذع سواء للاعبين أو للمدرب الفني التونسي فوزي البنزرتي، الذي تابع المباراة من المدرجات على خلفية طبيعة اختياراته التقنية التي حكمت على «النسور» بالإقصاء المبكر من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية. ونال محسن ياجور النصيب الأوفر من انتقادات أنصار الرجاء بعدما حملوه بدوره مسؤولية الإقصاء من المنافسة ذاتها بعدما ضيع ضربة جزاء حاسمة، لكن الجمهور نفسه عاد ليصفق على اللاعب بعد تغييره. وخاض مروان زمامة للمرة الأولى، منذ تعاقده مع الرجاء المباراة رسميا، لكنه اضطر لمغادرتها في الدقيقة 40 إثر تعرضه للإصابة وعوضه اللاعب فيفيان مابيدي. ولقي اللاعب هيلار كوكو تنويها خاصا من قبل الجمهور القليل الذي تابع المباراة بعدما غاب عن المباراة الأخيرة ضد حوريا كوناكري بسبب الاختيارات التقنية للمدرب فوزي البنزرتي. وانعدمت الفرص الحقيقية للتسجيل خصوصا خلال الشوط الأول بعدما تركزت الكرة في وسط الميدان أمام التكتل الدفاعي الذي تبناه فريق أولمبيك خريبكة حيث انتهت الجولة الأولى بنتيجة التعادل السلبي، وكاد اللاعب محسن ياجور أن يفتتح حصة التسجيل في الدقيقة 54 بواسطة ضربة مقص لكن قذفته مرت جانبية لمرمى الحارس حمزة بودلال، وكانت أبرز فرصة أهدرها اللاعب نفسه في الدقيقة 60 بعدما انفرد بالحارس ما أثار حفيظة هلال الطائر مساعد المدرب فوزي البنزرتي. وأضاع العميد محسن متولي بدوره على زملائه فرصا عديدة للتقدم في النتيجة، بفعل إغراقه في المراوغات واللعب الفردي. بالمقابل لم يتوفق لاعبو «الأوصيكا» في الوصول لمرمى الحارس خالد العسكري إلا لماما خصوصا الفرصة التي أهدرها مجد الدين الجلاني اللاعب السابق للرجاء في الدقيقة 67 بعدما انفرد بالحارس خالد العسكري حيث افتقدت قذفته للقوة اللازمة، ونجح العميد محسن متولي في الدقيقة 84 في قيادة فريق الرجاء لتحقيق فوز بشق الأنفس بعدما تمكن من بلوغ مرمى الحارس حمزة بودلال، مستغلا خطأ على مستوى خط دفاع ق أولمبيك خريبكة، إذ أعاد الهدف بعضا من الدفء لمدرجات المركب الرياضي محمد الخامس، وبالتالي انتهت المباراة بفوز صعب وغير مقنع لفريق الرجاء، وهو الفوز السادس للأخير مقابل ست تعادلات وخمس هزائم مكنه من الارتقاء مؤقتا للمركز الثامن في انتظار خوضه لمبارياته المؤجلة على التوالي أمام النادي القنيطري (د 17) وشباب الريف الحسيمي (د19) الجيش الملكي (د20) بعدما رفع رصيده إلى 24 نقطة بفارق 12 نقطة عن فريق المغرب التطواني المتصدر، في حين مني فريق أولمبيك خريبكة بخسارته السابعة مقابل أربع انتصارات وتسعة تعادلات ليتجمد بالتالي رصيده عند 21 نقطة متراجعا للمركز 12.