احتضنت مدينتا الرباط وسلا، خلال الفترة ما بين 6 وال 9 من الشهر الحالي، النسخة الأولى لمهرجان «المسافرين المذهلين» الذي يعتبر لقاء دوليا يمزج بين مختلف الأنواع الثقافية، ويأتي بشراكة بين المعهد الفرنسي ووزارة الثقافة ومجلس الجالية المغربية. المهرجان الذي شهدت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية انطلاقته بمدينة الرباط، قام المنظمون بشرح ماهيته وروحه المستمدة من البحث في الثقافات المختلفة عبر العالم، كما قام المنظمون خلال الندوة الصحفية التي عقدت بالمناسبة بالإجابة على أسئلة الصحفيين. وفي كلمة لرئيس المهرجان، ميشال لوبريس», التي خص بها «المساء»، اعتبر أن مهرجان «المسافرين المذهلين» نافذة لولوج العالم وتبادل الأفكار، وقال مشبها التطورات التي يعرفها العالم، بالهزة الأرضية، أو الزلزال. وأضاف لوبريس أن هذا المهرجان كان قبل ربع قرن، وقد جال مجموعة من البلدان في العالم، كميسولاو دابلن ووسراييفو وحيفا وباماكو وبولرت أو برانس وبرازافيل، كما أنه يعتبر المهرجان الفرنكوفوني الوحيد، الذي يندرج ضمن لائحة «ورد أليانس»، التي تضم أكبر ثمانية مهرجانات أدبية في العالم. وعن اختيار المغرب كوجهة للمهرجان، قال «لوبريس» إنه اختيار نابع من عمق المكانة الجغرافية والثقافية التي يحظى بها المغرب، وكذا انفتاحه على مجموعة من التيارات الفكرية المتنوعة، وعمق التعايش الذي يجمع مجموعة من المشارب والعرقيات، الجديرة بالملاحظة والتدقيق والاكتشاف. وتطرق المهرجان، من خلال ندوات ومحاضرات، لمواضيع من قبيل «انتعاشة الثقافة المغربية» و»موعد الربيع العربي» و»متوسط الضفتين حوار التواصل»، كما قام بتكريم وجوه أدبية رحلت عن الساحة أمثال محمد شكري وادريس الشرايبي ومحمد زفزاف، وعمران المالح ومحمد خير الدين وعبد الكبير الخطيبي ومحمد لفتح وأحمد الصفريوي، كما تم الاحتفاء بمؤلفين وكتاب مغاربة وأجانب، كالطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي وبوعلام صنصال ووسيلة تمزالي وباتريك شامواز، وسليمان بشير وزكية داوود وطه عدنان وياسين عدنان وادريس كسيكس وآخرين. أما البرمجة السينمائية، فقد كانت بدورها غنية، حيث تم عرض أفلام طويلة من بينها، «إلكترو شعبي» لهند مدب، و»هم الكلاب» لهشام العسري، وأعمال مسرحية مثل «لاتدفنوا الأخ الأكبر» لادريس كسيكس و»عين القلب» لعبد اللطيف اللعبي، وموسيقيا، تضمن البرنامج كذلك العديد من الفنانين مثل نجمة السول المغربي أوم وبعض العروض الغنائية الحسانية لفرقة منات عايشاتو، أو الدويه، ومغني الراب موبي ديك، علاوة على الفنون الشعبية، مجسدة بفرقة المسرح المتجول لجامع لفنا برئاسة محمد باريز في عرضه «لالة ميكة وأطفالها الزرق»، وتم تنظيم ورشات وحصص تنشيطية للتعريف بفن الصلام والحكواتي، بالإضافة إلى مكتبة بالهواء الطلق وسط العاصمة الرباط. وجدير بالذكر أن مجموع الندوات والعروض السينمائية والمسرحية والورشات كانت على طول خط الطرام واي الرابط بين مدينتي الرباط وسلا. وصادف المهرجان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث جمع لقاء شعاره «شجاعة نساء» نخبة من الوجوه النسائية المناضلة في قضايا المرأة، نذكر منها وسيلة تمزالي وخديجة الرياضي، إضافة إلى العديد من الكاتبات والمبدعات في الحركة النسائية، وتشجيعا لإبداعاتهم وللجرأة في التعاطي مع المواضيع، تم عرض شريط «الحافة» لمخرجته ليلى الكيلاني، ومسرحية «ديالي»، التي أثارت جدلا واسعا داخل شرائح المجتمع المغربي. وقامت إذاعة فرانس انتير بمواكبة المهرجان طيلة أيامه من خلال بث مباشر لفعالياته، كما تم نقل ثلاثة برامج مباشرة بحضور الجمهور المغربي. أسماء لحرشِ (صحافية متدربة)