كشف مصدر طبي أن قسم المستعجلات التابع للمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، استقبل، أول أمس، ما يزيد عن 40 جريحا، في حوادث متفرقة، بينهم حالتان في وضعية حرجة، تم نقلهما إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط. وأفاد المصدر ذاته أن 38 شخصا، ضمنهم دركي، أصيبوا بجروح متفاوتة، في حوادث سير شهدتها المدينة، في اليوم نفسه، سبعة من هذه الحوادث وقعت في المجال الحضري، وواحدة وقعت بجماعة سيدي الطيبي في الأحواز، فيما سقط 8 مصابين آخرين جراء تعرضهم لاعتداءات عنيفة في مناطق مختلفة من المدينة. كما أصيب عنصر من الوقاية المدنية، يدعى مصطفى كندوز، برتبة رقيب أول، بكسور بليغة، في تدخل لرجال الإطفاء التابعين للقيادة الجهوية بالقنيطرة، لإخماد حريق مهول، نشب بمستودع المتلاشيات بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، حيث شاركت 3 شاحنات إطفاء في هذه العملية. وتبقى أكبر حصيلة دموية، هي تلك التي سُجلت في حادث انقلاب حافلة للنقل الحضري، من الحجم الصغير، بالطريق المؤدية إلى الحي الجامعي الساكنية، بعد اصطدامها بسيارة، حيث تعرض 25 من ركابها لإصابات بليغة، استدعت تدخل 5 سيارات إسعاف لنقلهم جميعا إلى المستشفى الجهوي بالقنيطرة، تحت إشراف رجال السلطة المحلية. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن اثنين من المصابين، كانا في وضعية صحية حرجة، أحدهما طفل لم يتجاوز عمره 3 سنوات، مما تسبب له في جروح خطيرة على مستوى العين والفم والرأس، وهو ما تطلب إحالتهما على مستشفى ابن سينا بالرباط. وقال محمود برحال، مندوب وزارة الصحة، إن إدارة مستشفى الإدريسي، استعانت بتعزيزات من الأطباء المتخصصين في جراحة العظام وفي الإنعاش والمستعجلات، إضافة إلى طاقم في التمريض، لاستقبال العدد الكبير من جرحى هذا الحادثة في ظرف لم يتجاوز نصف ساعة. وكشف برحال أن الطاقم الطبي المعالج، قرر الاحتفاظ بجميع المصابين في جناح خاص، حيث يخضعون للعناية اللازمة، في انتظار استقرار وضعهم الصحي. واستنفرت هذه الحادثة كبار مسؤولي المدينة، حيث هرع إلى عين المكان كل من زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وعزيز رباح رئيس مجلس القنيطرة، إضافة إلى عدد من مسؤولي ولاية الأمن والقيادة الجهوية للوقاية المدنية. وعاينت الجريدة، احتجاج الوالي العدوي بشدة على طريقة تعامل رجال الأمن، المنتمين إلى فرقة «الجير»، مع عائلة إحدى ضحايا هذه الحادثة، وشوهدت وهي تتدخل بقوة لتحرير شاب من قبضة رجال الأمن، كان في حالة هستيرية، بعد منعه من الاطمئنان على حالة أخته المصابة. العدوي، التي اعترتها نوبة غضب جراء ذلك، انتقدت بحدة مثل هذه الممارسات الأمنية، التي وصفتها بغير المقبولة، ودعت المسؤولين إلى الحرص على التعامل بلطف مع أفراد عائلات المرضى، وعدم التشدد معهم أثناء محاولتهم زيارة ذويهم، وأضافت «أنا كون كنت في مَحَلُو، غادي نْغَوت حتى أنا، هذاك الشاب مسكين، راه بغا غير يشوف خْتُو، خاصنا نتعاملو معاه بطريقة كاتْراعي الظروف النفسية ديالو«. وكشف مصدر موثوق أن زينب العدوي، فاجأت إدارة المستشفى بزيارة ثانية، بدون أي وفد مرافق لها، بعد مرور أقل من ساعة ونصف على الأولى، ومكثت به زهاء ربع ساعة، جابت خلالها غرف ضحايا انقلاب الحافلة، واطلعت على ظروف إسعافهم.