قرر العديد من النشطاء الجمعويين والحقوقيين بالقنيطرة، تنظيم شكل نضالي غير مسبوق للاحتجاج ضد تلوث هواء مدينتهم بغبار مجهول المصدر، وذلك بالخروج إلى الشارع العام، الأربعاء المقبل، وهم مرتدين أقنعة تغطي الوجه والفم. وحشدت جمعية الغرب للمحافظة على البيئة الآلاف من المناصرين لندائها الاحتجاجي، الذي وجهته عبر شريط فيديو بثته عبر الشبكة العنكبوتية، والذي استطاع تحقيق نسب مشاهدة مهمة، خاصة من طرف الشباب، الذين أكدوا مشاركتهم في هذا الاحتجاج، ودعوا إلى التعبئة الشاملة لإنجاحه. وكشفت الجمعية في ندائها، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن مدينة القنيطرة، تتعرض، منذ أكثر من 3 سنوات، لتلوث هوائي حاد، يتمثل أساساً في غبار أسود يسود ببيئتها، إذ يجد المواطنون أنفسهم مرغمين على استنشاقه، وأضافت «أنه بالرغم من المجهودات التي بذلتها جمعية الغرب للمحافظة على البيئة وفعاليات مدنية أخرى من أجل حث المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي على إيقاف هذا الوضع، والعمل على الحد من إلحاق الضرر الصحي والبيئي بالمواطنين وبالمدينة، فإن الوضع بقي كما كان عليه، بل ازداد استفحالا». وشدد النداء على ضرورة النضال الحضاري السلمي والوعي بأهمية حق المواطنين في تملك المحيط الذي يعيشون فيه، ومساهمة المجتمع المدني في تدبير الشأن المحلي، وزاد موضحا «إذا كنتم ذاهبون إلى عملكم أو لقضاء أغراضكم أو لأي هدف آخر، المهم أن نصنع الحدث، بوضع القناع، ونجعل كل القنيطريين يتكلمون عن الغبار الأسود الملوث لمدينتهم خلال هذا اليوم». وسبق لجمعية الغرب للمحافظة على البيئة، أن وجهت رسالة عاجلة إلى والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، تنتقد فيها بشدة الوضع البيئي الحالي بالمدينة، وقالت»إن الواقع بات سيئا للغاية، وينذر بمخاطر صحية مفتوحة على جميع الاحتمالات، خاصة بعد استفحال الظاهرة في الشهور الأخيرة، رغم مرور سنتين على مكاتبة الجمعية لمجلس المدينة بشأن المشكل نفسه». وكشف أصحاب الرسالة، وجود دراسة علمية أُنجزت سنة 2009 حول درجة تلوث الهواء بالقنيطرة، أثبتت أن بعض مؤشرات التلوث الهوائي، ومنها التلوث بالمعادن الثقيلة، مرتفعة جدا، مقارنة مع المعايير الأوربية والمعايير الموصى بها من طرف المنظمة العالمية للصحة، وهو ما يفسر استمرار تدهور الوضع البيئي بالمدينة، وأن الحالة تزداد سوءا، على حد تعبيرهم.