دعا «الملتقى العلمائي الإسلامي العاشر»، الذي عقد في دمشق في الأسبوع الماضي تحت عنوان «المسلمون بين التغريب والفكر التكفيري»، إلى العمل على مكافحة الفكر التكفيري الوهابي المتشدد ومنع ترويجه وانتشاره في أنحاء العالم الإسلامي. وأشار الملتقى في بيان صدر في ختام أعماله إلى أن ما يجري الآن من محادثات ومباحثات حول القضية السورية «لن تجد ثمرة حقيقية على أرض الواقع دون معالجة جذور الفكر التكفيري الآثم من أصولها وتجفيف منابعه ومن ثم مكافحة آثاره الوخيمة مع مرور الزمن»، حسب ما ورد في البيان. ولفت البيان إلى أن «عناصر الشبه والقرب بين أفكار الخوارج القديمة وأفكار التكفير قائمة ومتكررة وثابتة وإن تباينت في الإخراج والعبارة، والسبب في ذلك أن التكفير واحد في النوع وإن اختلف في التفاصيل»، مؤكدا أن العناصر التأسيسية للتكفير هي سياسية ترتبط بمجمل المصالح الاجتماعية التي تجد في فكرة التكفير واسطة من وسائطها إلى التحقق تدفع أصحابها إلى اعتناق التكفير باعتباره صوابا. وحذر البيان من خطورة ما يبث من «فكر هدام لعقول أبناء الأمة يتعلق بأهل الشرائع السماوية الأخرى وخصوصا المسيحية من خلال عدد من الملحقيات الثقافية في سفارات دول بات معروفا منهجها وتوجهها»، معتبرا أن نشر الفكر الهدام يأتي من إيمان «معتنقيه بعالمية الفكر الوهابي السلفي ولذلك بدؤوا بإرسال البعثات التكفيرية والإرهابية إلى كل بقاع العالم، فأصبحت تلك الدول مصدرا لصناعة الإرهابيين والتكفيريين، إضافة إلى كونها أكبر مصدر عالمي لتمويل تنظيم القاعدة والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى». وخلص البيان إلى القول إن «مسألة التكفير أصبحت ركيزة أساسية للفكر التكفيري ومصدرا لوجوده الذي يترافق مع القتل والعنف»، مشيرا إلى حروب الوهابيين ضد مناطق المسلمين وخصوصا في بلاد الحجاز، حيث سيطروا عليها وأقاموا دولتهم إلى حد استباحة تلك المناطق ونهب ثرواتها وقتل سكانها وسبي نسائها وقتل رجالها دون تمييز وتخريب دورها وبنائها وإشعال النار في مكتباتها». وتركزت محاور الملتقى على إظهار اللين والوسطية في سيرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومعالم السماحة والتعايش الديني في الإسلام والتحذير من سياسة التنفير من الإسلام، وظاهرة التكفير في التوظيف السياسي والتنظير الديني، ومواضع الوفاق والافتراق بين المسيحية والغرب والإسلام في منظار الغرب».