وجه عبد الله مصالحي، القاطن بمدينة العيون الشرقية شكاية إلى وزير الصحة حول الوضعية الصحية الحرجة لابنته نزيهة التي أجريت لها عملية قيصرية بقسم الولادة بالمستشفى الجهوي الفارابي بوجدة يوم 11 نونبر المنصرم، ولم تكلل بالنجاح لسبب يجهله، معتبرا إياه خطأ طبيا فادحا حيث خضعت ابنته لأكثر من أربع عمليات جراحية دون نتيجة. وبلغت الحالة الصحية الحرجة لابنته، تقول الشكاية، وضعا لا يطاق، إذ لم يلتئم الجرح لحد الساعة، لدرجة أن طعامها تلفظه فتحة جرحها، أي يخرج من بطنها الذي أجريت عليه كل تلك العمليات في شهر واحد، قبل السماح لها بالخروج من المستشفى في 31 دجنبر دون أن تندمل جراحها وتستعيد عافيتها. نقل الأب ابنته إلى المستشفى منذ ذلك الحين عدة مرات كانت آخرها، صباح الخميس الماضي، لكن المسؤولين يطالبونه بالاحتفاظ بالمريضة في بيته مؤكدين له أنها ستتعافى بعد أسابيع خلافا للواقع اليومي المعاش ووضعها الصحي الذي كان يتطور من سيء إلى أسوأ، وهو الوضع الذي لم يكن يبعث على الاطمئنان، خاصة أن المريضة كانت ولا تزال تنخرها الآلام والأوجاع ولا تعرف جفونها للنوم سبيلا والجرح يزداد تعفنا وتقيحا وتنبعث منه رائحة كريهة. «إن ابنتي في وضعها الحالي تحتضر لا محالة، وهي التي دخلت المستشفى سليمة معافاة لوضع صبي، ولذلك أناشدكم، السيد الوزير، التدخل الفوري لمعالجتها، أولا، وفتح تحقيق في الموضوع..»، مضيفا، في حديثه ل «المساء»، أن الأطباء بالمستشفى يحتفظون بملفها الطبي ويرفضون تسليمه له لمعرفة حقيقة حالتها الصحية وعرضها على أطباء آخرين قبل فوات الأوان. مباشرة بعد أن جاءها المخاض توجهت السيدة نزيهة مصالحي إلى المستشفى الإقليمي لتاوريرت من أجل الوضع، إلا أن غياب الوسائل الطبية اللازمة بذات المستشفى عجل بنقلها إلى مستشفى الفارابي بوجدة لوضع مولودة بعملية قيصرية كما سبق أن وضعت طفلها الأول البالغ من العمر حاليا خمس سنوات، بعملية قيصرية، في الوقت الذي أصيبت فيه الأم بنزيف داخلي لم يتوقف معه نزيف الدم. مكثت نزيهة بقسم الولادة أكثر من شهر ونصف قضت منها حوالي 15 يوما في قسم الإنعاش تصارع الآلام والأوجاع، ولم يندمل جرحها وقام الوالد بتحمل مصاريف السكانير والتحاليل ونقلها من المستشفى إلى مركز الأشعة الخصوصي وإعادتها إلى قسم الولادة بحثا عن علاج لابنته وإنقاذها من خطر قد يعصف بحياتها. قرر الطبيب السماح للمريضة بالخروج من المستشفى، لتنقل إلى مدينة العيون الشرقية حيث استقبلتها أسرتها وتكفلت بها والدتها وبطفليها الصغيرين مع ما يتطلب ذلك من تعب ومعاناة ومصاريف وآلام في ظل حياة معيشية تتميز بالحرمان والعوز وقصر ذات اليد والجهل بحكم أن كلا من المعيلين، الوالد والزوج، عاملان مياومان. وصرح مسؤول بمديرية الصحة أن الأطباء بقسم الولادة بمستشفى الفارابي قاموا بما يلزم وأكثر تجاه المريضة واهتموا بها طيلة الفترة التي قضتها بالمستشفى وتم تطعيمها بأكثر من 100 كيس من الدم وتابعوا حالتها الصحية ومازالوا يراقبونها بعد السماح لها بالخروج إلى بيتها. وأضاف المسؤول أنه لا داعي أن تبقى السيدة بعد وضع الحمل في المستشفى بحكم أنه بالإمكان منحها العلاجات ببيتها، والمتمثلة في تغيير الضمادات لفترة حتى يندمل الجرح. السيدة نزيهة تحدثت بصعوبة عن معاناتها المريرة مع الألم والإهمال، مؤكدة أنها ضحية خطأ طبي جسيم يتمثل في قطع جزء من أمعائها، وهي الآن طريحة الفراش تدعو جميع القلوب الرحيمة إلى التحرك من أجل مساعدتها وإنقاذ حياتها حتى تتكفل بصغيريها وتعيد البسمة لأسرتها.