كشفت الحصيلة الأولية للأمواج العاتية التي ضربت الساحل الأطلسي للمغرب، ليلة أول أمس الثلاثاء، عن خسائر فادحة في البنيات التحتية والمعدات قدرتها مصالح غير رسمية بملايير السنتيمات. وأكدت المعطيات التي توصلت بها «المساء» أن أكبر الخسائر سجلت بمنطقة عين الذئاب بالدارالبيضاء، حيث تسببت موجات المد العالية في تدمير مجموعة من المقاهي والمركبات السياحية التي تقدر قيمتها بالملايير، خاصة منها «طايتي» و»تروبيكانا» و»ميامي» وفندق رياض السلام، تليها مدينة آسفي التي فقد فيها البحارة ما بين 200 و300 قارب. هذا في الوقت التي اقتصرت فيه الخسائر في باقي المدن على البنيات التحتية القريبة من الشواطئ ، والتي تضررت بفعل الحجارة التي حملتها الأمواج القوية. وطالب بعض أرباب المقاهي والمركبات السياحية مجلس مدينة الدارالبيضاء بتقديم تعويضات للمتضررين من أجل المساعدة على إعادة الحياة ل»كورنيش» عين الذئاب، مؤكدين أن الخسائر المسجلة لن تقتصر فقط على ما دمرته الأمواج وإنما ستمتد إلى الركود التي ستعاني منه المقاهي والمركبات السياحية والذي سيكلف كثيرا، خاصة أن نسبة كبيرة من البيضاويين سيعزفون عن المنطقة مستقبلا خوفا من أمواج مد جديدة. على مستوى آخر، سجل «كورنيش» عين الذئاب توافد العديد من شباب المدينة الراغبين في توثيق مشاهد الدمار، وذلك مباشرة بعد شيوع خبر الأمواج العملاقة وغير المسبوقة التي ضربت المنطقة، كما شوهدت بعض الأسر وهي تتابع ما يجري من داخل سياراتها. من جهته، توقع الحسين يوعابد المسؤول عن التواصل مديرية الأرصاد الجوية، أن يتقلص علو الأمواج تدريجيا خلال الأيام المقبلة، كما توقع أن تشهد المدن المغربية بعض التساقطات خاصة في الوسط والجنوب. وأكد بوعايد أن المديرية بعثت، قبل وقوع الكارثة، رسائل إنذارية إلى مجموعة من الوزارات والمؤسسات المعنية كالصيد البحري والموانئ، مشيرا إلى أن النشرة الجوية ليوم الأحد والاثنين أكدت، هي الأخرى، أن البحر سيكون هائجا وأن علو الموج سيصل إلى ستة أمتار في بعض المناطق. وشدد المسؤول بالمديرية على أن ما حدث لا يعتبر «تسونامي» بأي شكل من الأشكال، موضحا أن هذه الظاهرة طبيعية، وسبق للمغرب أن عاشها في الرابع من يناير من سنة 2008.