كشفت مصادر مطلعة أن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس أمرت باعتقال تجار مجوهرات في كل من فاس والخميسات، بتهمة شراء مسروقات كان مغتصب النساء المعروف ب«مول الكولف» (في إشارة إلى السيارة التي كان يمتطيها) يسرقها من ضحاياه بعد اغتصابهن. كما أمرت باعتقال سيدة اتهمت بالتوسط للمتهم ل«استدراج» فتاة من الناظور، قبل أن يقوم باغتصابها وافتضاض بكارتها تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض. فيما كشفت التحريات أن المتهم سبق له أن دخل السجن بتهم لها علاقة بالاختطاف والاغتصاب. وتحدثت حليمة الزومي، رئيسة مركز نجمة لمناهضة العنف ضد النساء، عن وجود 27 ضحية لمن أسمته «غول فاس»، ينتمين إلى فئات عمرية واجتماعية مختلفة، ويتحدرن من مدن مختلفة، منها فاس ومكناس وتازة والناظور وصفرو. وطالبت الزومي السلطات المختصة باتخاذ ما يلزم من تدابير لمعاقبة المتهم. وأفادت الناشطة نفسها بأن عدد الضحايا بدأ في الارتفاع، ومن الممكن أن يتجاوز العدد 70 ضحية، وأن التحقيقات يمكنها أن تكشف عن معطيات يمكن أن تكون صادمة للرأي العام، بالنظر إلى التصريحات التي وردت على ألسنة عدد من الضحايا اللواتي استمع إليهن المركز. وأشار محمد طبيب، مسؤول العلاقات العامة في شبكة نساء متضامنات، وهي تضم حوالي 170 جمعية نسائية، إلى أن الشبكة بادرت باتخاذ عدد من التدابير لمؤازرة الضحايا، من الناحية النفسية والقانونية، دون أن يخفي وجود مبادرة لتنظيم وقفة احتجاجية بالعاصمة العلمية بالتزامن مع جلسة حددت للنظر في القضية أمام محكمة الاستئناف يوم 27 يناير القادم. وكشفت تصريحات بعض الضحايا ممن استمعت إليهن «المساء» عن معطيات مثيرة حول ما عشنه أثناء عمليات اختطافهن واغتصابهن. فقد اضطرت إحدى الضحايا، وهي سيدة لها أطفال، لإجراء عملية إجهاض بسبب حملها من هذا المغتصب، وهو ما أخبرت به لاحقا النيابة العامة أثناء بدء أولى حلقات التحقيق التفصيلي في الملف. وحكت ضحية أخرى أن المتهم اختطفها رفقة طفلتها الصغيرة، بعدما قدم لها نفسه على أنه «خطاف» يستعين بسيارته على تكاليف الحياة، إبان موجة الجفاف، وحوّل اتجاه السيارة إلى ضاحية أرض فلاحية، حيث قام باغتصابها أمام ابنتها الصغيرة ثم سرق منها مجوهراتها، وتركها في الخلاء. واختطف المتهم مستشارة جماعية بإحدى الجماعات القروية بإقليم صفرو، عندما كانت تهم بمغادرة فاس بعدما انتهت من المشاركة في دورة تكوينية نظمتها لفائدتهن وزارة الداخلية. وقالت هذه المستشارة ل«المساء» إن المتهم قدم لها نفسه على أنه «خطاف»، وقام بتخديرها، وحاول اغتصابها، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، لكنها قاومت بشدة، وتمكنت من الفرار، لكنه نجح في سرقة أمتعتها، بما في ذلك ساعة يدوية وبعض المجوهرات. واغتصب المتهم، حسب إفادات بعض الضحايا، قاصرتين تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وتعرضت الفتاتان للإغماء في ولاية أمن فاس وفي محكمة الاستئناف، وهما تعيدان تركيب صور البشاعات التي تعرضتا لها، مما استدعى نقلهما إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي. وكان من المثير، يقول عدد من الضحايا ل»المساء»، أن «غول فاس» كان يمارس عملياته عليهن، وهو في نشوة، قبل أن يهددهن بسلاحه الأبيض، ويكمل عقابه لهن بسرقة ما بحوزتهن. وبعد 3 سنوات من عمليات الاغتصاب والاعتداء، تمكن درك سيدي حرازم، يوم الأربعاء الماضي، من اعتقال المتهم في خربة بجماعة عين البيضا بضواحي فاس. وتم التحقيق معه يوم الخميس الماضي، بينما تم تقديمه في حالة اعتقال أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس يوم الجمعة، وسط حضور مكثف للمواطنين وأكثر من 15 من ضحاياه، وبعض الفعاليات النسائية بالمدينة.