سن اليأس، مرحلة فيزيولوجية، لكنها تصاحب بكثير من الأعراض يركز عليها الأطباء لاستنتاج الحالات المستوجبة للعلاج، وتدخل في هذا الباب المعايير الشخصية وكذلك المعايير العلمية، بفعل التحول الكبير الذي حدث في العلاج الهرموني لهذه المرحلة العمرية، لأجل ذلك كان لنا لقاء مع عبد اللطيف الجسمي أخصائي أمراض وجراحة النساء. - ما هي سن اليأس ولماذا سميت كذلك؟ هي السن التي تتوقف فيها الدورة الشهرية وإمكانية الإنجاب عند المرأة وهذا راجع إلى توقف المبيضين عن إنتاج الهرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون)، وتسمية هذه المرحلة سن اليأس، مرتبطة بكون المرأة أصبحت يائسة من الإنجاب لكنها ما تزال ناتجة ومستمتعة بحياتها الجنسية والاجتماعية، ونظرا لما تحمله هذه التسمية من إشارات سلبية فإننا نفضل تسمية المرحلة بسن الضهي. ويعمل كثير من مهنيي الصحة على تعميم فكرة أن سن الضهي ليست حالة مرضية بل هي مرحلة انتقالية طبيعية بيولوجية قد تمر بسلام في غالب الأحيان إذا تم تفهمها والتعايش معها. - متى تحل سن الضهي وماهي العوامل المؤثرة فيها؟ غالبا ما تصل المرأة إلى هذه المرحلة بين 45 إلى 55 سنة مع معدل 52 سنة، ونادرا ما قد تأتي سن الضهي قبل الأربعين أو بعد 55 سنة. ويتعلق العمر الذي تدخل به السيدة هذه المرحلة بعوامل مختلفة منها: العوامل الوراثية، التدخين. أما سن الضهي المبكرة قبل 40 سنة، فهو قد ينتج عن علاجات كيميائية لبعض السرطانات أو بعد حالات الاستئصال الجراحي للمبيضين وكذلك بسبب بعض الأمراض الجينية. لكن مرحلة انقطاع الطمت لا تعد حدثا محددا، فهناك تلك المدة الزمنية التي تسبق التوقف التام لفترات الحيض والتي يحدث خلالها عدم انتظام الدورة الدموية. ولهذا أجمع المختصون على تحديد مرحلتين: - مرحلة حول سن الضهي وتضم مرحلة اضطراب الحيض(8 أو 10 سنوات) وتنتهي بعد التأكد من ذهاب الحيض (أي بعد سنة من آخر حيض). - مرحلة ما بعد سن اليأس، وتأتي سنة بعد آخر حيض وهي مرحلة التغيرات الأساسية والعلاج والمراقبة. وما هي الأعراض ؟ تتميز المرحلة الأولى، بتغيرات الدورة الدموية الناتجة عن نقص هرمون البروجسترون وهكذا تظهر عند المرأة دورات متباعدة أو متقاربة، وكذا ظهور نقص في كمية الحيض أو على العكس ظهور نزيف دموي وفي بعض الحالات تعاني المرأة من وجود متلازمة ما قبل الحيض (الزيادة في الوزن، آلام الثديين ، انتفاخ البطن صداع في الرأس وكذلك ظهور اضطرابات نفسية. أما المرحلة الثانية، فقد أظهرت دراسة مهمة للمنظمة العالمية للصحة أن النساء يشتكين من الأعراض الآتية: زيادة في الوزن 60% من النساء، الهبات الحرارية 55 %، الأرق والاكتئاب 43%، التعب والإرهاق 30%، صداع الرأس %25، نقصان الرغبة الجنسية 20 %، نساء لا يشعرن بأي أعراض 14%. - كيف يتم التشخيص ؟ لتشخيص مرحلة ما حول سن اليأس، نحتاج إلى المختبر الذي يظهر ارتفاع الهرمون المحفز للحويصلات المبيضية (FSH) والأستروجين، أما المرحلة الثانية : فوجود انقطاع الطمت مع تواجد الهبات الحرارية كاف لتشخيص سن الضهي. لكن ما يجب الوقوف عنده هو أن هذه المرحلة هي مرحلة ظهور السرطانات ولهذا يحث الأطباء على فحص سريري مركز متبوع بفحص عنق الرحم وفحص الثديين بالأشعة للبحث عن المراحل الأولى لسرطان الثدي وعنق الرحم بالخصوص. - هل هناك مضاعفات لسن الضهي؟ تتميز هذه المرحلة كما سبق الذكر ببعض الأعراض تختلف شدتها من امرأة إلى أخرى من قبيل إصابة المرأة بترقق في العظام واحتمال إصابة المرأة بالكسور وخاصة في المعصم، العمود الفقري، لأجل ذلك يولي الأطباء أهمية خاصة لهشاشة العظام لما لها من تأثير على الحياة اليومية ولما لها من مضاعفات قد تؤدي إلى الموت، على رأسها ضمور الجهاز التناسلي الداخلي والخارجي والمضاعفات القلبية. - كيف يتم علاج سن الضهي؟ تهدف مختلف العلاجات المقترحة إلى التعويض عن الهرمونات التي تنقص وذلك بالأدوية التي تتوفر على الأستروجين والبروجسترون. ونشير في البداية إلى أن فقط 14 %من النساء لا يشتكين من أي أعراض، مع التذكير بأن الأعراض تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى. وكما قلنا في البداية تغيير الأفكار حول علاج هاته المرحلة بعد ظهور الدراسات الأمريكية (WHI) أظهرت أخطار العلاج الهرموني التي تهم القلب والشرايين وكذلك زيادة سرطان الثدي. وتختلف كمية العلاج من امرأة إلى أخرى مما يستدعي مراقبة مقربة وخصوصا في الأسابيع الأولى. - وما هي فوائد العلاج الهرموني؟ أثبتت الدراسات أن الهبات الحرارية والتعرق الليلي تتوقف بعد بضعة أسابيع كما ستفيد الأعراض الأخرى من تحسن مستمر: (اضطرابات النوم والمزاج، الإحباط والتعب، الآلام المفصلية). كما يتحسن جفاف المهبل والمشاكل البولية فينعكس هذا إيجابيا على حياة المرأة، ولكن تبقى الفائدة الأساسية هي الوقاية من حالة هشاشة العظام.