كشفت مصادر إسبانية ل«المساء» عن ضبط عناصرها بميناء مدينة الجزيرة الخضراء لعبد الرحيم الناو، القيادي بحزب العدالة والتنمية بعمالة المضيق الفنيدق، «متلبسا بتهريب مبلغ يتجاوز 15 مليون سنتيم، مدسوسة داخل حذائه». كما تم ضبط «لائحة تضم أكثر من 23 اسما، مع أرقام بطائق تعريفهم الوطنية، وتواريخ ميلادهم». واستمع الأمن الإسباني، وفق مصادرنا، إلى القيادي الإسلامي، الذي يشغل في نفس الوقت منصب نائب رئيس بلدية الفنيدق، وكاتب إقليمي لحزب العدالة التنمية بالعمالة ذاتها، حيث تم بعد ذلك بساعات تقديمه أمام مديرية الجمارك، التي استمعت إلى أقواله ومبرراته بعدم التصريح بذلك المبلغ. وأثار خبر توقيف قيادي حزب المصباح بالمدينة الساحلية المصالح المخابراتية لكل من إسبانيا والمغرب، بهدف معرفة هوية الأسماء وأرقام بطائق تعريفهم الوطنية، التي تتضمنها اللائحة، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها. كما انطلقت التحقيقات لمعرفة الهدف من تهريب ملايين السنتيمات إلى الجارة الإسبانية بتلك الطريقة المريبة، ومدى علاقتها بالأشخاص المشار إليهم في اللائحة. وفي اتصال ل»المساء» بالكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، أكد هذا الأخير خبر حمله مبلغ 14 ألف أورو، مدسوسة داخل حذائه، مبررا الأمر «بتجنب تعرضه للسرقة». وأضاف عبد الرحيم الناو أنه يتوفر على بطاقة إقامة إسبانية، ويمارس التجارة بين سبتة والجزيرة الخضراء، وأن حمله تلك الملايين معه أمر عادي داخل التراب الإسباني، مؤكدا أنها أموال مخصصة للتجارة. كما لم ينف قيادي حزب العدالة والتنمية حمله لائحة تتضمن العديد من الأسماء، موضحا بأنها تعود إلى أشخاص كانوا يحظون بإعانات إنسانية خلال شهر رمضان الماضي، قبل أن يتم تسجيلهم في الانتخابات السابقة، مضيفا بأن اللائحة بقيت في جيب سترته منذ ذلك الوقت إلى أن وجدها رجال الأمن خلال إخضاعه للتفتيش. من جهته، كشف عضو برلماني من حزب العدالة والتنمية ل»المساء» أن الهيئة المركزية للحزب ستقرر قريبا في هذا الملف الشائك، الذي وفق المتحدث زعزع سمعة الحزب الذي ينادي بالشفافية، ومحاربة الفساد وتهريب الأموال دون التصريح بها لدى المصالح الجمركية والضريبية للمملكة.