لفهم العديد من الآليات المعقدة التي تؤدي إلى تصلب الشرايين والدور الذي يلعبه الكوليسترول في هذه الحالة، يجب عليك أولا أخذ فكرة عن بنية الشرايين. يتكون جدار الشريان من ثلاث طبقات، طبقة داخلية وهي عبارة عن خلايا بطانية وهذه الطبقة هي التي تحتك بالدم الذي يجري في الشريان، ثم هناك طبقة وسطى وتتكون من خلايا عضلية ملساء، وطبقة أخرى خارجية تتكون من نوع آخر من الخلايا العضلية المرنة. عندما يقع خلل ما على مستوى الطبقة الداخلية للشريان، تصير أكثر قابلية للاختراق من قبل مختلف خلايا الدم، خاصة الكوليسترول المؤكسد (السيئ) فتترسب هذه العناصر داخل جدار الشريان، وكلما ازدادت نسبة الكوليسترول السيئ والعناصر الأخرى ازدادت نسبة الترسب داخل جدار الشريان، وتدريجيا وسنة بعد سنة، يضيق قطر الشريان ويفقد مرونته ويصبح صلبا، وبالتالي تقل كمية الدم التي يحملها، في هذه الحالة نقول إن الشريان تصلب، وتسمى الحالة المرضية بتصلب الشرايين. ومن تم تبدأ المشاكل في الظهور حسب نوع الشريان المصاب، فنتحدث عن الجلطة الدماغية وجلطة القلب والذبحة الصدرية وغيرها... يعتبر الكوليسترول من أول المتهمين بحدوث حالة تصلب الشرايين، فضلا عن عوامل أخرى مرتبطة بالوراثة والبدانة ووجود بعض الأمراض كارتفاع الضغط الدموي. فارتفاع معدل الكوليسترول عن الطبيعي يزيد من جاذبية الجدار الداخلي للشريان للصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء الكبيرة، هذه الأخيرة تعتبره مادة دخيلة فتشن هجومها على الكوليسترول المؤكسد فيحول بلعها له إلى مادة رغوية كبيرة تلتصق على جدار الشريان بسهولة فتسهل عملية تصلبه. لذلك وجب علينا أن نقلل من العوامل التي تزيد من معدل الكوليسترول، كالتدخين والكحول والسمنة والخمول، مع محاولة ضبط بعض الأمراض كالضغط والسكري والالتزام بالغذاء الصحي المتوازن، مع القيام بالنشاط الحركي والابتعاد عن التوتر. إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية