قرر المغرب استدعاء سفيره في الجزائر، عبد الله بلقزيز، للتشاور، وذلك ردا على ما اعتبرته السلطات المغربية «تواترا للأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، ولاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، بعد الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري لاجتماع أبوجا... والتي اكتست طابعا عدائيا للمغرب». واعتبر بلاغ لوزارة الخارجية المغربية أن المضمون الاستفزازي المتعمد والعبارات العدائية للغاية، التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة عن الرئيس الجزائري، «تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف، وتكشف بكل وضوح استراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان، من أجل تصفية حساباتها السياسية مع المغرب. وأكد البلاغ أنه بدل انخراط الجزائر بشكل إيجابي في البحث عن حل سياسي متوافق عليه، تسعى هذه الأخيرة جاهدة إلى مضاعفة المناورات التسويفية غير المثمرة، وهي التصرفات المؤسفة والمتكررة التي تتعارض مع الإرادة الصادقة للمغرب في إرساء علاقات أخوية مبنية على التعاون وحسن الجوار مع الجزائر، من أجل النهوض بالاندماج المغاربي ورفع التحديات المتعددة التي تواجهها المنطقة؛ مشيرا إلى أن «هذا الإصرار على استهداف المغرب لن يصرف أنظار الشعب الجزائري الشقيق، الواعي والذكي، عن انشغالاته الفعلية وانتظاراته المشروعة والحقيقية». وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد وجه رسالة إلى «الندوة الإفريقية التضامنية مع الشعب الصحراوي» -المنعقدة بالعاصمة النيجيرية أبوجا، والتي ضمت عدة دول إفريقية مساندة لجبهة البوليساريو، تتقدمها دولة جنوب إفريقيا- دعا فيها إلى توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة «المينورسو» بالصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما ظلت الجزائر تسعى إلى فرضه من خلال المناورات السابقة التي قامت بها في مجلس الأمن، لكنها فشلت في تحقيق ذلك بسبب ردود فعل الدبلوماسية المغربية.